في مواجهة التحديات الاقتصادية وندرة فرص العمل، تمكنت العديد من النساء في محافظة السويداء من تحويل منازلهن إلى ورش عمل صغيرة توفر لهن مصدر دخل مستقر، لتصبح هذه المشاريع بمثابة طوق نجاة للكثير من العائلات، مما يعزز أهمية دعم المبادرات النسائية وتوسيع نطاقها لضمان استدامتها ونموها.
من بين هؤلاء السيدة راغدة مداح، التي وجدت في تجفيف الفواكه والخضروات وسيلة لكسب العيش بعد وفاة زوجها، إثر خضوعها لتدريب في ورش صناعات غذائية، وحصولها على جهاز تجفيف خاص بالمواد الغذائية، والبدء بمشروعها المنزلي الذي أتاح لها تأمين دخل مقبول رغم الغلاء وتدهور الوضع المعيشي.
تقول راغدة، وهي أم لفتاتين، في حديثها إلى منصة “سوريا 24” إنها تعمل على تجفيف التين، التفاح، النعناع، الملوخية وأنواع أخرى وفق الموسم، مما جعل منتجاتها مفضلة لدى زبائنها نظرًا لجودتها ونظافتها، ومع أن الطلب يزداد في الصيف، إلا أنها تواجه تحديات في الشتاء بسبب انخفاض كفاءة الطاقة الشمسية التي تعتمد عليها في تشغيل جهاز التجفيف.
كذلك استطاعت السيدة قمرية عطار، أن تبدأ مشروعها الخاص في صناعة الحلويات والمعجنات التقليدية مثل المرشم، مستفيدة من التواصي المباشرة من الزبائن.
بدأت قمرية، التي فقدت زوجها قبل 12 عامًا، العمل بمعدات بسيطة، لكنها نجحت في تربية وتعليم أبنائها بفضل جهدها المستمر، لاحقًا، توسع عملها بعد انضمامها إلى مشروع خيري مع مجموعة من السيدات لإعداد الوجبات المنزلية، مما وفر لها دخلًا ثابتًا وسمعة جيدة في المنطقة.
أما عبير الشعراني (42 عامًا)، فقد وجدت في صناعة المونة المنزلية وتحضير الوجبات التقليدية مصدرًا يساعدها على تأمين مصاريف دراسة أولادها الجامعية، بدأت مشروعها الصغير بتحضير وجبات منزلية مثل المغربية المشهورة في السويداء إلى جانب إعداد أصناف من المونة مثل الكشك والمكدوس مما أكسبها شهرة محلية بفضل مهارتها في الطهي وجودة منتجاتها.
تمثل هذه المشاريع المنزلية نموذجًا لصمود المرأة السورية، حيث استطاعت النساء تحويل تحديات الواقع إلى فرص اقتصادية رغم الصعوبات، إذ تعكس هذه القصص روح المبادرة والإصرار، مما يبرز الدور الأساسي الذي تلعبه النساء في دعم أسرهن والمساهمة في استقرار المجتمع في ظل تزايد الأزمات المعيشية.