ارتفع عدد قتلى عناصر الأمن العام في اللاذقية اليوم إلى 15، بعد مقتل ستة عناصر في كمين نصبه فلول النظام المخلوع بمدينة جبلة، وسط تصاعد الاشتباكات في محيط الكلية البحرية، وامتداد التوتر إلى مناطق متفرقة من ريف اللاذقية، بالتزامن مع أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين في مناطق الاشتباك.
ووفقًا لمصادر ميدانية، شنَّ فلول النظام المخلوع هجمات استهدفت سيارات الأهالي وعناصر الأمن العام، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وتداول ناشطون مقاطع مصورة تُظهر جثث القتلى عقب وقوعهم في الكمين عصر اليوم.
من جهتها، أرسلت وزارة الدفاع تعزيزات عسكرية إلى جبلة وريفها لمؤازرة قوات الأمن العام، مؤكدةً أن هذه القوات ستعمل كقوة رديفة لضبط الأمن وإعادة الاستقرار. كما شهدت مدينة طرطوس انتشارًا مكثفًا لعناصر الأمن العام أمام مبنى المحافظة عقب تعرضه لإطلاق نار.
تصريحات المسؤولين حول تطورات الوضع
وذكر مصدر مسؤول في محافظة اللاذقية لمنصة *سوريا 24* أن تعزيزات وزارة الدفاع وصلت إلى جبلة، ويجري العمل على إخماد بؤر التوتر في المنطقة، مشيرًا إلى أن الاشتباكات تدور في أحراش مدينة جبلة وفي أحد أحيائها.
بدوره، أعلن المقدم مصطفى كنيفاتي، مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، أن “مجموعات عدة من فلول ميليشيات الأسد نفّذت هجومًا مدروسًا ومعدًّا مسبقًا على نقاطنا وحواجزنا، مستهدفةً العديد من دوريات الأمن العام في جبلة وريفها، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين في صفوف قواتنا”.
وأضاف كنيفاتي أن “الهجوم لم يقتصر على القوات الأمنية، بل طال المباني الحكومية والممتلكات العامة والخاصة، حيث قامت هذه المجموعات بتخريب وتكسير المرافق العامة في مدينة جبلة ومحيطها”. وأشار إلى أن “الأمن العام استنفر قواته في المحافظة بشكل كامل، ونجح في احتواء الهجوم في ريف جبلة، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة داخل المدينة”.
دعوات للتهدئة وتحذيرات من التصعيد
في السياق ذاته، أفاد مصدر محلي بأن هناك تحضيرات لانطلاق تجمعات شعبية تطالب بنبذ العنف، وإنهاء المظاهر المسلحة، وتسليم المطلوبين.
وفي تعليقه على تطورات الوضع، اعتبر الكاتب الصحفي بسام يوسف أن “الوضع في جبلة خطير، ويجب التعامل بحكمة من جميع الأطراف، وخاصة قوات الأمن العام والدولة”. وأشار إلى أن “التوتر الحاصل هو امتداد لحادثة الدعتور في ريف اللاذقية، التي أثارت قلق العلويين بسبب ممارسات الأمن العام، والتي بدت مريبة ومستفزة طائفيًا، مما أدى إلى امتداد الأزمة إلى جبلة”.
وأضاف أن “قصف طيران الدولة لريف جبلة، لا سيما قرية الدالية، زاد من حدة التوتر”، موضحًا أنه “في ظل فقدان الأمان، يشعر الناس بالحاجة إلى حمل السلاح، مما يجعل من الصعب التمييز بين الفلول وغير الفلول في هذا المشهد المحتقن”.
وأكد يوسف أن “الأمن العام أخطأ في استفزاز الأهالي، مما ساهم في تفاقم الوضع”، مشددًا على أن “الأطراف المستفيدة من هذه الأحداث هي إسرائيل والجهات التي تسعى إلى تقسيم سوريا، وعلى رأسها إيران”. وختم بالتحذير من أن “عدم تعامل السلطة الحالية بمنطق الدولة، والاعتراف بأن الشعب انتصر على النظام، قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في المرحلة المقبلة”.
من جهتها، نقلت صحيفة *الوطن* عن المسؤول الأمني في مدينة جبلة ساجد الديك قوله إن “الأمور تحت السيطرة من قبل قوات الأمن والجيش، ولا داعي للتهويل”، مؤكدًا أن “الطائفة العلوية لا علاقة لها بالمسلحين الذين أطلقوا النار على قوات الأمن اليوم”، وداعيًا إلى “الابتعاد عن التجييش الطائفي”.
من جانبه، حذر الناشط عمار العمار من أن “غياب الإعلام العسكري عن توضيح ما يجري يبث الرعب في قلوب الجميع في هذه القرى”، مشيرًا إلى أن “هناك أخطاء تُرتكب أثناء عمليات التمشيط، مثل إطلاق الرصاص بشكل كثيف وعشوائي، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين أبرياء، وأعطى انطباعًا عامًا لدى الأهالي بأن لا أحد في مأمن من هذه العمليات”.
التطورات في جبلة وريف اللاذقية تثير مخاوف من تصاعد المواجهات، وسط دعوات لضبط النفس ومنع تفاقم الأوضاع باتجاه صراع داخلي أوسع.