من هم فلول النظام البائد الذين قاموا بالتمرد في الساحل السوري؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

شهد الساحل السوري خلال الأيام الماضية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق من قبل مجموعات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق، مما أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه الجماعات، ومصادر تمويلها، وقدراتها العسكرية. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن هذه المجموعات تتألف بشكل رئيسي من ضباط وعسكريين سابقين، إضافةً إلى قيادات في ميليشيا الدفاع الوطني التي كانت تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري.

أبرز الميليشيات المرتبطة بالنظام السابق:

المجلس العسكري لتحرير سوريا

أُعلن عن تأسيس المجلس نهاية عام 2024، ويقوده العميد غياث دلا، القائد السابق للواء 42 في الفرقة الرابعة، بدعم من قيادات عسكرية سابقة، بهدف “تحرير سوريا وإسقاط النظام”. تحالف دلا مع محمد محرز جابر (قائد “صقور الصحراء” سابقًا) وياسر رمضان الحجل (قيادي في مجموعات سهيل الحسن، والمتهم بتمرد الساحل السوري).
يُعد دلا من أبرز القادة العسكريين السابقين في النظام، وقد قاد حملات قمعية منذ 2011، مدعومًا من إيران. بعد سقوط النظام في 2024، رفض الاعتراف بالحكومة الانتقالية، وقاد تمردًا عسكريًا عبر المجلس الجديد.

المقاومة السورية

أُعلن عن تأسيسها عقب سقوط النظام البائد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وهي تضم مجموعة من الميليشيات التي كانت تعمل لصالح النظام البائد وإيران. ويُعتقد أن تسميتها نابعة من كونها على صلة بـ”المقاومة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون”، التي أسسها معراج أورال في الثمانينيات بدعم مباشر من النظام السوري، وأُعيد تفعيلها عام 2012. تتبنى هذه الجماعة أيديولوجيا قومية معادية لتركيا، وتضم مقاتلين من الطائفة العلوية من سوريا وتركيا.
نفّذت عدة مجازر، أبرزها مجزرة بانياس عام 2013، وكانت على صلة وثيقة بالمخابرات السورية، إلى جانب تلقيها دعمًا من إيران وروسيا، وقد غيرت اسمها في وقت لاحق إلى “المقاومة السورية”.

المقاومة الإسلامية (أُولي البأس)

تشكلت قبل عدة أيام، مطلع آذار/ مارس 2025، وتتبنى أيديولوجيا شيعية متشددة، وتُعد جزءًا من “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا”. يُعتقد أنها تضم مقاتلين سوريين وعراقيين بإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني، وتتحرك بهدف مواجهة السلطات الجديدة.

لواء درع الساحل

تأسس في شباط/ فبراير 2025، بقيادة العقيد مقداد فتيحة، أحد الضباط السابقين في الفرقة 25 والحرس الجمهوري. يحمل اللواء توجهًا بعثيًا متطرفًا، ويرفض أي تغيير سياسي في سوريا. يتمركز في جبال اللاذقية وريف طرطوس، ونفذ عمليات ضد القوات الحكومية الجديدة، بما في ذلك كمائن على طريق الـ M4 الدولي وهجمات على حواجز أمنية.
يعتمد على شبكات تهريب ودعم لوجستي من فلول النظام السابق، مع احتمالية تنسيقه مع ميليشيات موالية لإيران.

مجموعات من بقايا لواء صقور الصحراء

تأسس عام 2013 بدعم من رجلي الأعمال محمد وأيمن جابر، لحماية الطرق الصحراوية وحقول النفط، قبل أن يتوسع لدعم الجيش السوري. قاده رسميًا العميد محسن سعيد حسين، لكنه كان تحت نفوذ الأخوين جابر اللذين وفّرا له التمويل والدعم.
ضم مقاتلين موالين، معظمهم علويون، وركّز على القومية السورية ومحاربة “الإرهاب”.

بقايا قوات الغيث (الفرقة الرابعة)

تأسست عام 2017 بقيادة العميد غياث دلا، كقوة نخبة ضمن الفرقة الرابعة مدرعات، وتميّزت بقدرات قتالية عالية. لعبت دورًا محوريًا في قمع الانتفاضة السورية، وارتبط اسمها بجرائم كبرى، مثل مجازر داريا عام 2012 ومعضمية الشام عام 2013.
تلقت دعمًا مباشرًا من إيران، مما عزز نفوذها داخل الجيش السوري. وبعد سقوط النظام، أعلن غياث دلا التمرد ضد الحكومة الجديدة، عبر تأسيس “المجلس العسكري لتحرير سوريا”.

التهديدات الأمنية والتداعيات

تشكل هذه الجماعات المسلحة خطرًا أمنيًا متزايدًا على الاستقرار في سوريا، ما دفع السلطات الجديدة إلى شنّ عمليات عسكرية واسعة ضدها. ويبدو أن التحدي الأكبر يتمثل في مواجهة الدعم الخارجي الذي تتلقاه بعض هذه الميليشيات، سواء من إيران أو جهات أخرى، مما يجعل القضاء عليها مسألة معقدة تحتاج إلى استراتيجية طويلة الأمد.

تواصل منصة “سوريا 24” البحث في تفاصيل هذه الجماعات، مع التركيز على خلفية قياداتها ومصادر تمويلها، في تقارير لاحقة تكشف المزيد من الحقائق حول مستقبل المشهد العسكري في سوريا.

مقالات ذات صلة