شهدت مدينة جبلة الساحلية خلال اليومين الماضيين سلسلة من الأحداث الأمنية العنيفة، شملت عمليات تخريب للممتلكات العامة، إضافة إلى حرق عدد من السيارات، مما أثار القلق بين الأهالي.
اتهامات متبادلة حول المسؤولية عن الأحداث
أكدت آلاء مورللي، من سكان جبلة، في حديثها لمنصة “سوريا 24”، أن هذه الأعمال التخريبية لم تقتصر على استهداف الممتلكات العامة فقط، بل شملت أيضاً تهديدات مباشرة للأهالي. كما نبّهت إلى تعرض المواطنين لتهديدات بالخطف والاعتداء، مما يعكس نية واضحة من قبل فلول النظام السابق لترهيب السكان وزعزعة الأمن في المدينة، وفق تعبيرها.
من جهتها، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وقوع قتلى من الطرفين (فلول النظام وقوات الأمن العام) ضمن الحملة العسكرية التي يشهدها الساحل السوري. ووجّه الأهالي أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى فلول النظام السابق، الذين تتزايد مؤشرات تورطهم في تنفيذ هذه الأعمال العدائية بهدف زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في المنطقة.
في المقابل، نفت الجهات الرسمية أي محاولات اعتداء أو تخريب من قبل قوات الأمن أو الجيش السوري، وكذلك القوات التي جاءت لمساندة أهل الساحل من محافظات أخرى، مؤكدة أن هذه القوات تعمل على حماية المدنيين وتأمين المناطق المستهدفة، مع التشديد على أن الأولوية هي الحفاظ على سلامة الأهالي وممتلكاتهم.
حصيلة القتلى وأبرز المناطق المتضررة
وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل قرابة 140 مدنياً على يد فلول النظام وقوات الأمن العام ضمن الحملة العسكرية في الساحل السوري. وأوضحت أن نحو 15 مدنياً قتلوا نتيجة استهداف مسلحين لمركباتهم على أطراف مدينة جبلة، إضافة إلى مقتل قرابة 125 مدنياً على يد قوات الأمن العام في محافظتي اللاذقية وطرطوس. كما وثقت الشبكة مقتل 100 عنصر من قوات الأمن العام نتيجة هجمات نفذتها مجموعات مسلحة مرتبطة بفلول نظام الأسد السابق في المحافظتين، خلال الفترة بين 6 و7 آذار/مارس 2025.
وأشارت منيرة البوش، من سكان جبلة، إلى أن أكثر المناطق التي شهدت توتراً واضحاً هي منطقة العمارة والجبيبات، حيث تركزت معظم أعمال التخريب والتهديدات هناك.
دعوات للتهدئة وتحذيرات من الشائعات
دعت السلطات الأمنية الأهالي إلى توخي الحذر وعدم الانجرار وراء الشائعات أو التهديدات التي قد تصدر عن عناصر مجهولة الهوية، محذرة من فتح أبواب المنازل لأي شخص غير معروف أو مشبوه، حسب ما ذكرت منيرة البوش. كما أكدت الجهات الأمنية أهمية التعاون مع الأجهزة المختصة والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة أو أشخاص مجهولي الهوية، لضمان سلامة الجميع والحفاظ على استقرار المدينة.
وفي كلمة له أمس الجمعة، حثّ الرئيس السوري أحمد الشرع فلول النظام السابق على تسليم أنفسهم وأسلحتهم “قبل فوات الأوان”، مؤكداً أن ما قاموا به من اعتداءات على الشعب السوري يُعدّ ذنباً عظيماً لا يُغتفر. وقال الشرع: “قد اعتديتم على كل السوريين، وإنكم بهذا قد اقترفتم ذنباً عظيماً لا يُغتفر، وقد جاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه. فبادروا إلى تسليم سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان”.
وشدد الشرع على ضرورة حماية المدنيين، داعياً جميع الأطراف إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية لتعقب مرتكبي الجرائم ومنع أي محاولات لإثارة الفوضى. كما أكد أن الدولة لن تتهاون في محاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الأعمال الإجرامية.