تشهد مدينة الحسكة أزمة كهربائية خانقة بعد إضراب أصحاب المولدات الخاصة عن العمل، وذلك احتجاجًا على القرار الأخير الصادر عن مجلس بلدية المدينة، والذي فرض تخفيض أسعار الأمبيرات دون تقديم أي دعم إضافي للمحروقات، الأمر الذي أدى إلى توقف العديد من المولدات عن العمل، تاركًا مئات العائلات دون كهرباء في ظل أوضاع معيشية صعبة.
أعلنت بلدية الحسكة، التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، عن تحديد سعر الأمبير الواحد بدولار أمريكي للمولدات التي تعمل 8 ساعات يوميًا، و10 دولارات أمريكية للمولدات التي تعمل على مدار 24 ساعة، وهو ما أثار استياء أصحاب المولدات الذين اعتبروا القرار مجحفًا وغير مدروس، خاصة أنه لم يتم التشاور معهم قبل اتخاذه.
يقول عبد الكريم الحسين، أحد أصحاب المولدات في الحسكة لموقع سوريا 24، إن “القرار لا يراعي تكاليف التشغيل المتزايدة، خصوصًا مع عدم قيام لجنة المحروقات بتوفير وقود جيد للمولدات”، مشيرًا إلى أن “المازوت المقدم يشبه الشحم الخام، ويتسبب بأعطال متكررة، ما يجعل تشغيل المولدات مع التسعيرة الجديدة غير مربح على الإطلاق”.
من جهته، أكد مسؤول في بلدية الحسكة أن التسعيرة الجديدة تم وضعها بناءً على دراسة تهدف إلى تحقيق توازن بين قدرة الأهالي على الدفع وتكاليف التشغيل، مشددًا على أن القرار يهدف إلى منع الاستغلال الذي يمارسه بعض أصحاب المولدات، والذين يرفعون الأسعار بشكل غير مبرر لتحقيق أرباح كبيرة. كما حذرت البلدية المخالفين من عقوبات تشمل غرامات مالية ومصادرة المولدات.
رحب عدد من أهالي الحسكة بقرار تخفيض سعر الأمبير، معتبرين أنه يحد من الجشع الذي يمارسه بعض أصحاب المولدات، إلا أن البعض الآخر يرى أن القرار لم يراعِ واقع الأزمة، حيث أن توقف المولدات عن العمل زاد من معاناتهم في ظل غياب الكهرباء النظامية، ما دفعهم إلى البحث عن بدائل مكلفة، مثل البطاريات والألواح الشمسية، التي لا يستطيع الجميع تحمل تكلفتها.
يقول أحمد السالم، وهو أحد سكان الحسكة، إن “القرار يبدو جيدًا على الورق، لكنه في الواقع زاد من معاناتنا، كنا نتحمل الأسعار المرتفعة، لكن على الأقل كنا نحصل على الكهرباء، أما الآن فنحن محرومون منها تمامًا”.
تعكس هذه الأزمة واحدة من العديد من المشكلات التي يعاني منها سكان الحسكة، حيث تواجه المدينة نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والصحة والتعليم، وسط تراجع المستوى المعيشي وغياب فرص العمل، وفي ظل هذه الظروف، يطالب الأهالي بحلول جذرية تضمن توفير الكهرباء بشكل مستدام، بدلًا من الدخول في دوامة قرارات لا تقدم حلولًا حقيقية لمعاناتهم اليومية.