أعلن فريق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، عن مواصلة جهوده الإنسانية لليوم الرابع على التوالي في محافظتي اللاذقية وطرطوس.
وأوضح الدفاع المدني في تقرير صدر عنه، أن فرقه عملت يوم الأحد 9 آذار/مارس 2025، على الاستجابة لنداءات الاستغاثة التي وردتهم من المدنيين المتضررين جراء الأوضاع الاستثنائية التي تشهدها المنطقة.
وشملت هذه الجهود إخماد الحرائق، تقديم الإسعافات الأولية، انتشال جثامين الضحايا، وتوفير خدمات منقذة للحياة، وذلك في إطار التزام المؤسسة بمبادئ العمل الإنساني مع ضمان سلامة أفرادها أثناء أداء مهامهم.
انتشال جثامين الضحايا
ونجحت الفرق المختصة التابعة للدفاع المدني السوري في انتشال 45 جثماناً من مناطق متفرقة في المحافظتين، وتم توثيق هذه العمليات بدقة.
وتوزعت الجثامين كالتالي: 39 جثماناً من مدينة بانياس، 3 جثامين من اللاذقية، جثمانان من جبلة، وجثمان واحد من طرطوس.
وتمت هذه العمليات بالتنسيق مع السلطات المحلية، حيث كانت تستند إلى بلاغات وردت عن أماكن وجود الجثامين.
وبعد انتشالها، تم توثيق الجثامين وفق الأصول، ثم نقلها إلى مشافي المدن المعنية لتسليمها إلى الطبابة الشرعية، تمهيداً للتعرف عليها من قبل ذويها وتسليمها لهم.
وفي سياق متصل، ساهمت فرق الهلال الأحمر العربي السوري بانتشال عدد إضافي من الجثامين، دون أن يتم تحديد عددها ضمن هذا التقرير الذي يركز فقط على جهود الدفاع المدني السوري.
إجلاء المدنيين والاستجابة للحرائق
وفي إطار جهودها لحماية المدنيين، قامت فرق الدفاع المدني السوري بإجلاء 4 عائلات من ريف اللاذقية إلى مدينة اللاذقية بناءً على طلبها، وذلك لضمان سلامتها في ظل الظروف الراهنة.
وتصدت فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني السوري لحرائق اندلعت في مدينة جبلة، حيث تمكنت من إخماد حرائق في 8 منازل و9 محلات تجارية، ورغم نجاح الفرق في السيطرة على النيران، تسببت هذه الحرائق بأضرار مادية كبيرة في الممتلكات المتضررة.
خدمات الإسعاف والمياه
وقدمت فرق الإسعاف في الدفاع المدني السوري خدماتها لأكثر من 25 حالة إسعافية يوم الأحد 9 آذار/مارس، شملت متابعة المصابين، نقل حالات بين المشافي، بالإضافة إلى تقديم إسعافات روتينية للمحتاجين، مما يعكس الجهود المستمرة لتلبية الاحتياجات الطبية العاجلة.
وفي ظل انقطاع خدمات المياه بسبب الظروف الراهنة ونقص المحروقات، عملت فرق الدفاع المدني السوري على توفير المياه الصالحة للشرب والاستخدام كاستجابة إسعافية.
وتم تعبئة ما معدله 100 برميل يومياً لتزويد المرافق التالية:
– المشفى الوطني في اللاذقية
– مشفى الجامعة في اللاذقية
– مشفى الأطفال والتوليد في اللاذقية
– المشفى الوطني في بانياس
– مركز الإيواء في بانياس
– فرن اللاذقية الاحتياطي
– فرن تشرين في اللاذقية
ومع ذلك، توقفت خدمة تعبئة المياه للمنشآت في مدينة اللاذقية بعد ظهر يوم الأحد 9 آذار، نتيجة توقف مناهل المياه بسبب انعدام المحروقات اللازمة لتشغيلها.
أعمال متفرقة لتسهيل الحياة اليومية
وساهمت فرق الدفاع المدني السوري في تقديم خدمات إضافية متنوعة، تضمنت فتح طرقات مغلقة، إزاحة سيارات محروقة أو متروكة تعيق الحركة، وإعادة ترتيب الكتل الإسمنتية التي تشكل فواصل على الطرقات بما يتماشى مع ضوابط المرور، وذلك لتسهيل تنقل السكان والوصول إلى الخدمات الأساسية.
تعزيز الجهود والالتزام الإنساني
وحرصت مؤسسة الدفاع المدني السوري على تعزيز استجابتها يوم الأحد 9 آذار من خلال دعم عملياتها في المحافظتين بفرق إسعاف وإطفاء وطوارئ إضافية، بهدف تقديم الدعم الأمثل للمدنيين في هذه الظروف الصعبة.
وأكد الفريق التزامه الراسخ بمهمتها الإنسانية في إنقاذ الأرواح ومساعدة المجتمعات بكل حيادية ودون تمييز، مشددة على مواصلة البحث عن كل السبل الممكنة لدعم السوريين والتخفيف من معاناتهم، حاملة شعلة الأمل التي لم تنطفئ.
مواقف ومطالب
وجددت المؤسسة تعازيها الحارة لأسر الضحايا من المدنيين الأبرياء، ومن قوى الأمن الداخلي والجيش الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن وحدة سوريا وسلامة شعبها.
كما تضامنت مع المدنيين في مناطق الاشتباك، وطالبت بمحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات بحق السوريين على مدى 14 عاماً، بما في ذلك القتل والتعذيب والتهجير والتجويع، وصولاً إلى الجرائم التي شهدتها اللاذقية وطرطوس مؤخراً.
وأعربت عن إدانتها الشديدة للهجمات التي استهدفت قوات الأمن والمدنيين، مرحبة بقرار الحكومة السورية تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري، وحثت على تفعيل مسارات العدالة الانتقالية كضمان لتحقيق السلام المستدام في سوريا.