يعاني سكان مدينة الرقة من طول ساعات التقنين الكهربائي، التي ازدادت خلال شهر رمضان، مما يفاقم معاناتهم.
واعتاد سكان الرقة، بحسب مراسل منصة “سوريا 24“، على ساعات التقنين الطويلة، التي قد تتجاوز 18 ساعة يوميًا، لكن هذا التقنين ازداد بشكل كبير خلال شهر رمضان، حيث تقلّصت ساعات التشغيل إلى ساعتين أو ثلاث ساعات يوميًا في أحسن الأحوال، وغالبًا ما تكون في ساعات متأخرة من الليل.
وقال عقبة الهادي، أحد سكان قرية الأنصار في ريف الرقة الشمالي، في حديثه لمنصة “سوريا 24“: “إن ساعات التقنين في منطقتنا باتت سيئة جدًا، ولا يستفيد منها أحد، حيث يتم تشغيل الكهرباء ثلاث ساعات يوميًا، مقسمةً إلى ساعة بعد أذان الفجر، وساعة بعد صلاة العشاء، وساعة عند منتصف الليل”.
وأوضح الهادي أن هذه الساعات الثلاث لا تفيد أحدًا سوى في شحن الهواتف المحمولة، متهكمًا على هذا الواقع المرير.
أما ياسر العلي، من قرية الرافقة شرقي الرقة، فيتساءل عن سبب هذا التقنين الجائر، قائلاً: “لماذا لا توجد كهرباء؟ ليس هناك أي مبرر لهذا التقنين”.
وأضاف العلي في حديثه لمنصة “سوريا 24“: “قبل سنتين كانت حجتهم أنه لا يوجد ماء في السد، لكن حاليًا مياه الفرات أعلى من معدلاتها، والشبكات لم تتعرض لأي تلف، والمنطقة التي يغطيها السد لا تتجاوز نصف المنطقة التي كان يغذيها قبل بداية الأحداث، حيث كان سد الفرات يغطي نصف سوريا بالكهرباء”.
من جهته، قال علاء الصياح، أحد سكان قرية الرافقة شرقي الرقة، في حديثه لمنصة “سوريا 24“: “ليس كل الناس لديها القدرة على تركيب ألواح طاقة شمسية، الوضع لم يعد يُطاق، فحتى فترة السحور نقضيها على ضوء الهاتف الجوال!”، واصفًا الحالة السيئة التي تعيشها بعض المناطق جراء استمرار ساعات التقنين.
وأوضح مصدر مسؤول في لجنة الكهرباء التابعة لمجلس الرقة المدني، في حديثه لمنصة “سوريا 24“، أن السبب وراء هذا التقنين يعود إلى ضعف الشبكات الرئيسية، التي تعرضت خلال فترة الحرب على داعش لتلفٍ شبه كامل، مما دفع الإدارة الذاتية إلى ترميمها فقط، وهو ما لا يمنحها الكفاءة المناسبة لتحمل جهدٍ عالٍ من الكهرباء، حسب تعبيره.
كما أشار المصدر إلى أن الأولوية لدى لجنة الكهرباء هي تغطية حاجة محطات مياه الشرب ومياه الري بالكهرباء، ليتم توزيع الفائض على الخطوط لتغذية القرى والمدينة.
ووسط كل ذلك، يرى الأهالي، وفقًا لمراسلنا، أن كل المبررات التي تطرحها الجهات المسؤولة غير مقنعة أبدًا، فالكهرباء مستمرة في القامشلي وعين العرب وعين عيسى، بينما القرى المحيطة بريف الرقة تعاني من تقنين لساعات طويلة يزيد من معاناة السكان.