السويداء: اتفاق “اللا اتفاق” يرسم ملامح تباين في المواقف بين فاعلي المحافظة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

نفى الشيخ فهد البلعوس، القيادي في حركة رجال الكرامة، وجود أي اتفاق رسمي بين ممثلي محافظة السويداء والسلطات السورية، مؤكدًا أن ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس دقيقًا.

وأوضح البلعوس أن بنود الاتفاق التي يجري تداولها هي مخرجات الاجتماع مع الرئيس أحمد الشرع، وجرت ضمن إطار مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في دمشق قبل أيام، حيث ناقش الوفد الممثل للمحافظة في المؤتمر سُبُلَ تنفيذ مخرجاته، والتأكيد على الوحدة الوطنية ودور أبناء السويداء في المرحلة المقبلة.

مداولات وليست اتفاقات رسمية

وشدد البلعوس على أن المداولات التي جرت لا تعني وجود اتفاق جديد، بل كانت نقاشات حول تشكيل الأمن العام في المحافظة، والذي يضم فصائل عسكرية ومتطوعين من المجتمع المدني. وأضاف أن العمل جارٍ حاليًا على وضع الخطط التنفيذية لهذا التشكيل، والذي بدأ العمل به بالفعل.

وأشار إلى أن اجتماع نخب المحافظة مع الرئيس الشرع كان بهدف الإسراع في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والتأكيد على إدانة ما جرى في الساحل، إضافة إلى طرح أفكار حول بناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية تقوم على مبدأ المشاركة الوطنية المتساوية.

موقف مشيخة العقل وتباين التصريحات

وفي ظل انتشار تقارير إعلامية تشير إلى اتفاق بين الحكومة ووجهاء السويداء بشأن دمج المحافظة ضمن مؤسسات الدولة، نفت مشيخة العقل في المحافظة تلك الأنباء، وأكد مصدر لم يُكشف عن اسمه لـ”السويداء 24″ أن المشيخة لم توقِّع على أي اتفاق، لكنها منفتحة على الحوار وتدعم أي مبادرات تصب في مصلحة أبناء الجبل.

أما فيما يخص التباين في المواقف بين بعض الفصائل الثورية والشيخ حكمت الهجري، فقد أكد البلعوس أن الشيخ الهجري هو المرجعية الدينية والمعنوية لأبناء السويداء، وله كل الاحترام والتقدير، مشددًا على أن ما يُشاع عن وجود خلاف بين الطرفين مجرد افتراءات تهدف إلى إثارة الفتن.

تشكيل الفرقة الجنوبية ودورها

كشف البلعوس أن نواة تشكيل الفرقة العسكرية في الجنوب قد بدأت، مشيرًا إلى أن دورها سيكون حماية حدود الوطن وتعزيز الأمن والاستقرار المجتمعي. وأكد أن الفرقة ستتألف من أبناء السويداء حصريًا، وسيتم تحديد نطاق عملها بما يخدم المصلحة العامة للمنطقة.

دور “رجال الكرامة” في الأمن العام

وكانت حركة رجال الكرامة، التي يقودها الشيخ ليث البلعوس، قد أعلنت في 6 مارس/آذار الجاري عن تفعيل نشاط “قوى الأمن العام” في السويداء، بالتنسيق مع وزارة الداخلية السورية. وأوضحت الحركة أن الاتفاق تم بين رجال الكرامة، مضافة الكرامة، تجمع أحرار جبل العرب، والجهات الحكومية.

مداولات بين نخب السويداء والرئاسة

أكد عدد من أعضاء الوفد الذين التقوا بالرئيس أحمد الشرع لمنصة “سوريا 24” أن الاجتماع كان تعارفيًا، حيث تم تبادل وجهات النظر حول مستقبل المحافظة والوطن، إضافة إلى تشكيل الحكومة الانتقالية والإعلان الدستوري.

وصف أيمن نوفل، أحد أعضاء الوفد، اللقاء بأنه كان إيجابيًا ومثمرًا، مضيفًا أن “الانطباعات التي خرج بها الوفد كانت أكثر من رائعة”.

من جانبه، قال سعيد الحناوي لمنصة “سوريا 24” إن الاجتماع مع الرئيس الشرع كان مميزًا، حيث تم التطرق إلى الأحداث الأخيرة في الساحل السوري. وأكد الحناوي أنه نقل للشرع تعازيه الحارة لما جرى هناك، مشيرًا إلى أن السويداء كانت وستظل جزءًا لا يتجزأ من سوريا.

وأضاف الحناوي أن المهندسة غادة الشعراني قدمت للرئيس الشرع عقدًا كان قد أُهدي إليه من صديق في الساحل السوري، وأعطته للرئيس الشرع قائلة: “أضع هذا العقد في عنقك لتكون الساحل أمانة في رقبتك”.

كما أكدت المهندسة غادة الشعراني خلال الاجتماع أن الحكومة مطالَبة بتغيير سياساتها، محذرةً من أن استمرار النهج الحالي قد يؤدي إلى تصعيد جديد. وقالت: “إذا استمرت الحكومة بهذه السياسة، فسأكون أول المعارضين”.

وأشار الحناوي إلى أن الرئيس الشرع أبدى تفهمًا كبيرًا لمخاوف أبناء السويداء، وقدم تطمينات بأن المحافظة لن تواجه مصير الساحل، ونقل عنه قوله: “لا أحد يستطيع المزاودة على موقف السويداء الوطني، وأن ما جرى في الساحل السوري كان نتيجة تعاون استخباراتي خارجي، لا سيما مع الإيرانيين، إضافة إلى تورط فصائل غير منضبطة من بعض العشائر والفصائل المحلية”.

وأكد الشرع أنه متعهِّد بالمحاسبة الشديدة لكل من تورط في هذه الأحداث، مشددًا على أنه لن يتهاون في تطبيق العدالة حتى لو كان المتورطون من أقاربه.

دعوة إلى حوار داخلي

من جهتها، قالت الباحثة في التاريخ والسياسة بجامعة كنت البريطانية، غنى الشومري، في حديثها لمنصة “سوريا 24″، إن الحل الأمثل لمستقبل السويداء يكمن في إطلاق حوار داخلي بين الشخصيات المؤثرة والفصائل والمشيخة الروحية، بحيث يتم تشكيل لجنة تمثيلية تنقل توصياتها إلى رئاسة الجمهورية.

وأضافت الشومري أن التسرع في تشكيل الوفود دون تمثيل جميع مكونات المحافظة يؤدي إلى شعور بعض الجهات بالاستبعاد والتهميش، مما يقوِّض أي اتفاق يمكن أن يتم التوصل إليه.

وختمت حديثها بالتشديد على أن الحوار الداخلي هو السبيل الوحيد للوصول إلى توافقات مستدامة، مشيرةً إلى أن جميع الأطراف يجب أن تكون ملتزمة بما يتم الاتفاق عليه.

مقالات ذات صلة