أكد أيهم السعيد، عضو لجنة التنمية المجتمعية في مخيم درعا في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن أكثر من 900 عائلة فلسطينية قاطنة في المخيم تعاني من الفقر والبطالة والتهميش.
وأشار السعيد إلى أن المخيم دفع ضريبة كبيرة خلال الثورة السورية، مبيناً أن المخيم كان أول منطقة في درعا تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة، ما أدى إلى تدمير حوالي 70% من بنيته التحتية.
ويعتمد معظم سكان المخيم على العمل اليومي أو المياومة كوسيلة أساسية لكسب العيش. ومع ذلك، فإن الوضع الاقتصادي المتدهور في سوريا زاد من صعوبة توفير فرص عمل، ليصبح أغلب السكان عاطلين عن العمل، وبينما توجد نسبة صغيرة من الموظفين، إلا أن دخلهم غير كافٍ لتغطية الاحتياجات الأساسية.
وذكر السعيد أن أحوال الناس صعبة للغاية، وأن 95% من سكان المخيم تحت خط الفقر، والـ 5% الباقون هم أيضاً فقراء، حيث يعيش الأهالي على قوت يومهم، ويواجهون ديونًا متراكمة تثقل كاهلهم، فيما تزداد أعداد الأرامل والمطلقات والفقراء بشكل مخيف.
تقصير المنظمات الإغاثية والإنسانية
وعلى الرغم من وجود منظمات دولية ومحلية مثل “الأونروا” والهلال الأحمر وبطريركية الروم الأرثوذوكس، إلا أن دورها يكاد يكون غائبًا داخل المخيم.
وأفاد السعيد بأن “الأونروا لا تقوم بعملها كما يجب، حيث يقتصر فقط على تقديم خدمات الطبابة عبر المستوصف الوحيد في المخيم، بينما تغيب المعونات الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى”.
أما الهلال الأحمر وبطريركية الروم الأرثوذوكس، فلا يقدمان أي معونات للمخيم بحجة أن سكانه من مسؤولية الأونروا.
وترك هذا التهميش الكبير المخيم وسكانه في حالة انهيار شبه كامل، حيث يحتاج السكان إلى كل شيء تقريبًا؛ من الغذاء والمياه إلى التعليم والرعاية الصحية.
رمضان بلا أجواء ولا طقوس
ومع حلول شهر رمضان، لم يشعر سكان المخيم بأي مظاهر احتفالية أو أجواء روحانية بسبب الأوضاع الاقتصادية الكارثية: “رمضان مر علينا دون أي أجواء”، وفق تعبير السعيد، مشيرًا إلى أن السكان غير قادرين على تلبية حتى احتياجاتهم اليومية البسيطة بسبب انعدام السيولة المادية.
نداء استغاثة بلا استجابة
وناشد سكان المخيم جميع المنظمات الإغاثية والإنسانية للتدخل وتقديم المساعدة، لكن دون أي استجابات ترقى لحجم المعاناة المأساوية التي يعيشونها: “نحن نطالب بكل بساطة بتوفير أدنى مستويات الحياة الكريمة”، يقول أيهم السعيد، مؤكدًا أن المخيم بحاجة إلى تدخل عاجل لإعادة إعمار المنازل وتوفير المواد الغذائية والخدمات الأساسية.
قصة صمود رغم الألم
ورغم المعاناة اليومية التي يعيشها سكان مخيم درعا، إلا أنهم ما زالوا يحملون في قلوبهم أملاً بالتغيير نحو الأفضل: “نحتاج إلى دعم حقيقي وليس مجرد وعود”، يختم أيهم السعيد حديثه، مؤكدًا أن استمرار الصمت الدولي قد يعني المزيد من المعاناة لهذا المخيم الذي دفع وما زال يدفع ثمن الحرية والكرامة.