شهدت الدعوة لاحتفالية ذكرى الثورة السورية في حلب جدلًا واسعًا، بعد أن اضطرت اللجنة المنظمة إلى تغيير قائمة المشاركين، استجابةً لاعتراضات من ناشطي الثورة على إدراج اسمي الفنان مصطفى هلال وصفوان العابد.
ويعود سبب الاعتراض إلى مواقف الفنانين السابقة، حيث كانا من بين المشاركين في احتفالات “انتصار حلب”، التي أقيمت عقب تهجير أهالي الأحياء الشرقية وسيطرة النظام على المدينة في أواخر عام 2016.
سبب الاعتراض
كان جهاد سقا من بين أبرز المعترضين على مشاركة الفنانين، حيث فوجئ بإدراج اسمه في الإعلان الترويجي للحفل إلى جانبهما دون علمه المسبق.
وفي تصريح لـ منصة سوريا 24، أوضح سقا أن المنظمين لم يكونوا على دراية بالمواقف السابقة لهلال والعابد، وأنه لم يتم إبلاغه بمشاركتهما ضمن الحفل.
وقال: “عند اكتشافي للأمر، تواصلتُ مع الجهة المنظمة وأبلغتهم اعتذاري عن الحضور، حرصًا مني على عدم التسبب في أي إرباك أو إحراج لهم، خاصة أن الحفل كان يهدف إلى جمع الناس، لا إثارة الجدل”.
وأضاف أنه بعد توضيحه للموقف، استجاب المنظمون سريعًا، وقرروا إلغاء مشاركة صفوان العابد ومصطفى هلال، وأصرّوا على حضوره، تأكيدًا على التزامهم بإقامة فعالية ناجحة وخالية من أي توتر.
إعادة تشكيل قائمة المشاركين
على إثر هذه التطورات، قررت اللجنة المنظمة استبدال مصطفى هلال وصفوان العابد بمجموعة من المطربين والمنشدين المعروفين في الشارع الحلبي، وهم: أحمد شكري، أحمد حبوش، أبو راتب، جهاد سقا، وأنس قضيماتي، لضمان أن تكون الاحتفالية متوافقة مع روح الثورة وتطلعات جمهورها.
مبررات التغيير ورؤية المنظمين
من جانبه، أوضح الصحفي عقيل حسين أن الإدارة السياسية في حلب، بالتعاون مع المحافظة، تتولى تنظيم الفعالية، بمشاركة شباب من ثوار حلب تطوعوا لإنجاح الاحتفال.
وفيما يتعلّق بتغيير قائمة المشاركين، أشار حسين إلى أنه كان هناك تصور أولي يقضي بمشاركة مطربي ومنشدي الثورة إلى جانب فنانين لم يكونوا منخرطين في دعم النظام أو التحريض على العنف، بهدف توسيع دائرة المشاركة الشعبية.
لكن في النهاية، رُجِّحت الرؤية التي ترى أن الاحتفال بذكرى الثورة يجب أن يقتصر على أبناء الثورة، على عكس احتفالات “الانتصار”، التي قد تشمل أطيافًا مختلفة بشرط ألا يكون أي مشارك من مؤيدي جرائم النظام البائد.
برنامج الفعالية وأهم الأنشطة المرافقة
أكد عقيل حسين أن الاحتفالية لن تقتصر على فعالية 15 آذار في ساحة سعد الله الجابري، بل ستشمل أنشطة أخرى تهدف إلى تعزيز الطابع التوثيقي والرمزي للذكرى، من بينها: إفطار جماعي في الجامع الأموي يوم 17 آذار، معرض صور يستمر لمدة أسبوع، لتوثيق محطات الثورة السورية.