يعاني سكان قرية حويجة زهرة في ريف الرقة الجنوبي من أزمة مياه خانقة، رغم وقوعها على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، حيث يواجه الأهالي نقصًا حادًا في مياه الشرب، وسط غياب الحلول الجذرية من الجهات المعنية.
يقطن في قرية حويجة زهرة أكثر من 1000 نسمة، وتعاني – مثل العديد من القرى في المنطقة – من تردي الخدمات الأساسية، مثل الطرق والكهرباء، إلا أن المشكلة الأكبر لسكانها تبقى شح مياه الشرب، ما دفعهم لمناشدة الجهات المسؤولة مرارًا دون جدوى.
ورغم هذه المطالبات، لم تتلقَ القرية سوى مضخة مياه صغيرة لا تكفي لتغطية احتياجات السكان، ما أجبر الكثير منهم على شراء المياه من الصهاريج الجوالة بأسعار مرتفعة.
يقول حسن السالم (40 عامًا)، وهو أحد سكان القرية لسوريا 24: إن “المضخة صغيرة جدًا، ولا تصل المياه إلا إلى قسم قليل من بيوت القرية، ما يدفعنا إلى شراء المياه، وهو أمر مرهق ماديًا للكثيرين من الأهالي”.
وأضاف السالم أن “المضخة تعمل أربع ساعات يوميًا، لكنها تتوقف لعدة أيام متواصلة بسبب نقص مادة المازوت، ما يجعلها بلا فائدة حقيقية لمعظم السكان”.
المشكلة لا تقتصر على ندرة المياه، بل تمتد إلى تلوثها وعدم تعقيمها، ما يشكل خطرًا صحيًا على الأهالي، وخاصة الأطفال.
يؤكد ياسر الشواخ (45 عامًا)، وهو أحد سكان القرية، أن المضخة الحالية بدائية وغير مزودة بأي نظام تعقيم، مضيفًا: “المياه تُضخ مباشرة من نهر الفرات إلى البيوت دون أي معالجة، مما يجعل أطفالنا عرضة للأمراض بسبب تلوث المياه”.
في تصريح خاص لموقع سوريا 24، أوضح مسؤول المياه في ريف الرقة الجنوبي أنه “لا يوجد إهمال متعمد لأي قرية، لكن الأولويات تفرض علينا تزويد القرى البعيدة عن مصادر المياه الثابتة بمحطات مياه كبيرة، بينما تم وضع مضخة صغيرة في قرية حويجة زهرة كحل إسعافي لأنها قريبة من النهر”.
وأضاف المسؤول أن “هناك قرى تبعد عشرات الكيلومترات عن الفرات، لذلك كان لا بد من إنشاء محطات كبيرة لها، فيما تبقى الحلول البديلة للقرى القريبة قيد الدراسة”.
يتساءل أهالي حويجة زهرة إلى متى سيستمر هذا الإهمال الخدمي، حيث لم يعد السكان قادرين على تحمل تردي الخدمات، من الطرقات المحطمة، وانقطاع الكهرباء، وصولًا إلى شح المياه وتلوثها، مطالبين بحلول جذرية تضمن لهم أبسط مقومات الحياة.