تدمر في حالة إنعاش: واقع خدمي يحتاج إلى مزيد من الدعم للنهوض

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أكد زاهر السليم، عضو لجنة تدمر المدنية، في حديثه لمنصة “سوريا ٢٤”، أن الوضع الخدمي في المدينة يمر بحالة “إنعاش” ويحتاج إلى دعم كبير.

وذكر أن اللجنة، التي تدير الوضع الخدمي وتؤمّن ما يلزم للأهالي، بدأت عملها من الصفر بعد تحرير المدينة من قوات النظام السابق والروس والميليشيات الإيرانية، وسط تحديات كبيرة تشمل دمارًا جزئيًا بنسبة 80% وانهيار البنية التحتية.

ولا يزال الوضع الخدمي في المدينة بحاجة إلى دعم كبير للنهوض مجددًا، حيث قال السليم: “وصلت اللجنة إلى المدينة بعد طرد قوات النظام السوري السابق وداعميها، لتجد وضعًا كارثيًا يمكن وصفه بأنه تحت الصفر، فقد تحولت تدمر، التي كانت مدينة حية، إلى ثكنة عسكرية مليئة بالحواجز والمربعات الأمنية، ما أدى إلى تدهور كامل في البنية التحتية والخدمات”.

بداية من الصفر بمساندة الأهالي

ورغم الصعوبات، بدأت اللجنة عملها من نقطة الصفر، بالاعتماد على دعم الأهالي وتعاونهم. ومن أبرز الخطوات التي تم اتخاذها تأمين المحروقات للسكان لتلبية احتياجاتهم اليومية، إلى جانب دعم المستوصف والمشفى المحلي لضمان تقديم الرعاية الصحية الأساسية. كما تم إنشاء صندوق للدعم الخدمي يهدف إلى تمويل المشاريع الأساسية، بما في ذلك دعم المدارس وإعادة تأهيلها.

جهود في التعليم والنظافة

وفي مجال التعليم، أشار السليم إلى أن اللجنة نجحت في إعادة تأهيل ثلاث مدارس، مع تأمين المحروقات اللازمة لتشغيلها وتوفير وسائل نقل للكادر التعليمي، خاصة للمعلمين القادمين من مناطق بعيدة عن المدينة.

وفي إطار تحسين البيئة العامة، تمت صيانة وتأهيل سبع سيارات كانت تابعة لمجلس البلدية سابقًا، لاستخدامها في جمع القمامة ونقل الركام، في محاولة لاستعادة النظافة والنظام في شوارع المدينة.

دمار جزئي وأزمة كهرباء

لا يزال الدمار الذي خلفته سنوات الحرب واضحًا في تدمر، حيث تُقدَّر نسبة الدمار الجزئي بحوالي 80% من المباني والبنية التحتية. وفيما يتعلق بالكهرباء، أوضح السليم أن المدينة كانت تضم 84 محولة كهربائية قبل الحرب، لكن اليوم لا يعمل منها سوى أربع محولات فقط، ما يتسبب في ضغط هائل على الشبكة الكهربائية وانقطاعات متكررة في التيار.

حماية الحرم الأثري ونزع الألغام

ولم تقتصر جهود اللجنة على الجوانب الخدمية فحسب، بل امتدت إلى حماية التراث الأثري لتدمر، الذي يعد أحد أبرز المواقع التاريخية في العالم. وقال السليم: “اللجنة تعمل على متابعة أعمال حماية الحرم الأثري للمدينة من أي انتهاكات، ولا توجد أعمال تنقيب غير قانونية، مع وجود ضبط صارم لهذا الجانب”.

وفيما يخص الألغام، أشار إلى أن المدينة والحرم الأثري باتا خاليين تمامًا من الألغام بفضل عمل الفرق الهندسية التي قامت بتنظيف المنطقة، بينما تبقى الألغام منتشرة فقط في بادية الحماد المحيطة.

تواصل مع الحكومة الجديدة

وعن الدعم الرسمي، كشف السليم عن وجود تواصل مع الحكومة السورية الجديدة، حيث تم رفع تقارير مفصلة عن احتياجات المدينة، لكنه أشار إلى أن الإمكانات لا تزال ضعيفة جدًا، وأن كل الجهود الحالية تتم بالتعاون مع الأهالي وبموارد محلية محدودة.

ووسط كل ذلك، تواجه مدينة تدمر اليوم تحديات جمة لاستعادة عافيتها، ورغم الخطوات الإيجابية التي أنجزتها لجنة تدمر المدنية، يبقى الطريق طويلًا أمام إعادة إعمار المدينة وتوفير حياة كريمة لسكانها، حيث يظل الأمل معلقًا على تعزيز الدعم من الحكومة الجديدة والمجتمع الدولي لإنقاذ هذه المدينة التاريخية.

مقالات ذات صلة