في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تشهدها سوريا، أصبح من الصعب على العديد من الأسر تلبية احتياجات أطفالها التعليمية، خصوصًا مع ازدياد تعقيد المناهج الدراسية في الأعوام الأخيرة. وفي حين تسعى بعض الأسر إلى توفير بيئة تعليمية مناسبة لأطفالها، بات الاعتماد على الدروس الخصوصية ضرورة للكثيرين.
معاناة الأسر بين صعوبة المناهج وارتفاع تكاليف الدروس الخصوصية
رهام خالد، أم لثلاثة طلاب في المرحلة الإعدادية في معربا بريف دمشق، تؤكد أن صعوبة المناهج الدراسية أصبحت تحديًا كبيرًا للأطفال وأسرهم. تقول: “المناهج الدراسية صعبة على الطلاب، وأحيانًا لا يتمكن المدرس من إيصال الدرس بالشكل الصحيح بسبب الاكتظاظ في الصفوف”. وتضيف رهام في حديث خاص لمنصة سوريا 24: “في المنزل، لا أستطيع تدريس المواد العلمية مثل الرياضيات والإنجليزية والفرنسية، لذلك اضطررتُ إلى دفع 150 ألف ليرة شهريًا للمعلم عن كل طالب لمتابعة تدريس أولادي في المنزل”.
المعلمون بين تدني الرواتب واللجوء إلى الدروس الخصوصية
من جانب آخر، أكدت المعلمة نور نعمة، وهي مدرسة فيزياء ومواد علمية، في حديثها إلى منصة سوريا 24، أنها تقدم دورات متابعة يومية للطلاب من الصف السادس إلى التاسع. تقول نور: “أقوم بشرح ومتابعة ثلاث مواد علمية هي الرياضيات، الفيزياء، والعلوم، وهي المواد التي يواجه الطلاب صعوبة كبيرة في فهمها”.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها المعلمة، فإنها لا تتلقى سوى 130 ألف ليرة سورية عن كل طالب، أي ما يعادل 13 دولارًا شهريًا، كمصدر دخل إضافي تعيل به أسرتها في ظل تزايد الأعباء المعيشية.
أعباء مالية تثقل كاهل الأسر والمعلمين على حد سواء
في مدينة التل بريف دمشق، تواجه أم عدنان، التي لديها ابنة في الصف التاسع، صعوبة في تأمين الدروس التقوية المناسبة. تقول أم عدنان: “ابنتي في الصف التاسع، وهي مرحلة مفصلية، لذا لا بد من دعمها بدروس تقوية رغم ارتفاع التكلفة”.
حال المعلمين في سوريا ليس أفضل، إذ دفع تدني الرواتب الكثيرين منهم إلى تقديم الدروس الخصوصية ودورات المتابعة كمصدر دخل إضافي يسد احتياجاتهم الأساسية. لا يتعدى راتب المعلم 400 ألف ليرة سورية، أي أقل من 50 دولارًا شهريًا، وهو مبلغ بالكاد يغطي المصروف اليومي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
هذه المعاناة تتجاوز المعلمين والطلاب لتشمل الأسر التي تجد نفسها أمام خيارات صعبة، حيث يصبح من الضروري البحث عن حلول بديلة لتوفير مستوى تعليمي مناسب للطلاب.