من درعا إلى اللاذقية: تصاعد خطر العبث بمخلفات الحرب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

وصف فريق الدفاع المدني السوري، في حديث لمنصة سوريا 24، الذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب بأنها “كابوس” يهدد حياة السوريين يوميًا.

تشهد مناطق مختلفة في سوريا، من درعا جنوبًا إلى اللاذقية وإدلب شمالًا، تزايدًا مقلقًا في الحوادث المأساوية الناجمة عن انفجار مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة، التي باتت تهدد حياة المدنيين، وخاصة الأطفال.

حادثتان مأساويتان في درعا

في بلدة النعيمة بريف درعا، لقي شاب مصرعه، فيما أصيب شقيقه بجروح خطيرة نُقل على إثرها إلى مشافي دمشق.

ويعود السبب إلى عبثهما بقذيفة دبابة من مخلفات الحرب، في حادثة أعادت تسليط الضوء على المخاطر التي يواجهها السكان جراء الذخائر المهجورة.

وفي حادثة أخرى بمنطقة خربة غزالة في ريف درعا الأوسط، توفي ثلاثة أطفال نازحين من الحسكة، كانوا يقطنون في محيط البلدة، جراء انفجار لغم في السهول المحيطة بها، مما يبرز الخطر الذي يهدد الأطفال في أماكن اللعب أو التنقل.

الموت يتربص بالأطفال والعائلات

في مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، قُتل طفل وأصيب شقيقاه بجروح بليغة جراء انفجار ذخيرة من مخلفات الحرب داخل منزل سكني، وهي ذخائر تعود إلى قوات نظام الأسد السابق وحلفائه.

وفي ريف إدلب، شهد شهر شباط الماضي انفجارًا في منزل أودى بحياة خمسة أشخاص، حيث كان المنزل يحتوي على ألغام مخزنة من مخلفات النزاع.

وقبل أيام، وفي اللاذقية، أفاد مراسل منصة سوريا 24 بمقتل 16 شخصًا في حي الرمل الجنوبي، بينهم خمس نساء وخمسة أطفال، إضافة إلى إصابة 18 شخصًا، منهم ستة أطفال.

وأكد الدفاع المدني السوري أن الانفجار نجم عن مخلفات حرب، استنادًا إلى المعطيات الأولية وشهادات السكان.

الجهود غير كافية

قال أحمد محمد، أحد سكان ريف حماة، في حديثه لمنصة سوريا 24: “بُذلت جهود كبيرة خلال السنوات الماضية لإزالة مخلفات الحروب والقذائف غير المنفجرة في المناطق المحررة، لكنها دائمًا كانت تُكلّف ضحايا، خصوصًا من الأطفال. أما في المناطق التي سيطر عليها النظام السابق، فلم يُبدِ أي اهتمام بهذه القضية، بل زرع أعدادًا لا حصر لها من الألغام دون خرائط توضح مواقعها، مما جعل إزالتها أمرًا معقدًا للغاية”.

وأضاف: “قبل أسبوع، قُتلت امرأة وابنتها وأصيب ابنها في قرية العنكاوي بريف حماة، وأنا أعرفهم شخصيًا”.

كابوس مستمر وجهود مضنية

قال محمد سامي، مدير برنامج إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، في حديثه لمنصة سوريا 24: “أصبحت انفجارات مخلفات الحرب كابوسًا يهدد حياة السوريين يوميًا، فالذخائر غير المنفجرة والألغام موجودة بين منازل المدنيين، في الأراضي الزراعية، وأماكن لعب الأطفال، نتيجة قصف ممنهج استمر 13 عامًا، وستبقى قابلة للانفجار لسنوات أو عقود قادمة”.

وأشار إلى أن الدفاع المدني وثّق، منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 حتى 15 آذار/مارس 2025، مقتل 96 مدنيًا، بينهم 23 طفلًا و9 نساء، وإصابة 133 آخرين، بينهم 48 طفلًا، في انفجارات مماثلة.

وأوضح سامي أن فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة تعمل على تطهير المناطق الملوثة من خلال المسح غير التقني، وتحديد المناطق الخطرة، وإتلاف الذخائر، وتقديم جلسات توعية.

وخلال الفترة من 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 إلى 18 آذار/مارس 2025، نفذت الفرق 1353 عملية إزالة، تخلصت خلالها من 1946 ذخيرة، ثلثها قنابل عنقودية، وحددت 430 منطقة ملوثة و141 حقل ألغام، مع وضع علامات تحذيرية حولها. كما قدمت 653 جلسة توعية لـ 14,066 شخصًا.

خطط مستقبلية

أكد سامي أن المؤسسة تخطط لزيادة عدد فرق إزالة المخلفات من 6 إلى 11 فريقًا، مع تدريب فرق متخصصة للتعامل مع الألغام، وليس فقط الذخائر غير المنفجرة، لكن هذه الخطط لا تزال أولية وتحتاج إلى دعم كبير لتطبيقها.

ومع استمرار الحوادث المأساوية في مختلف أنحاء سوريا، يبقى خطر مخلفات الحرب قنبلة موقوتة تهدد الأجيال الحالية والقادمة.

ورغم الجهود المبذولة من الدفاع المدني والمنظمات المحلية، فإن غياب الدعم الكافي والخرائط الدقيقة لمواقع الألغام يجعل الحل بعيد المنال، تاركًا السوريين في مواجهة مصير مجهول مع كل خطوة يخطونها في أرضهم المدمرة.

مقالات ذات صلة