حمص: 7000 عائلة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة في دير بعلبة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أكد أحمد فهد ديب، عضو لجنة حي دير بعلبة بمدينة حمص في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن 7000 عائلة تعيش واقعًا قاسيًا في الحي الذي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الخدمية والمعيشية.

ولفت ديب إلى أنه بعد زيارة محافظ حمص، أمس الخميس، للاستماع إلى مطالب الأهالي، يتطلع السكان إلى تحسين ظروفهم المعيشية المزرية.

واقع خدمي متردٍ

ووصف ديب الوضع الخدمي في الحي بأنه “سيء جدًا”، مؤكدًا أن الحي يفتقر إلى أي مقومات للحياة: “فرن واحد فقط يعمل لتأمين الخبز لـ7000 عائلة تقطن الحي، مما يتسبب بازدحام غير مسبوق”.

وأشار إلى أن نسبة الدمار في الحي الجنوبي تصل إلى 90%، بينما يعاني الحي الشمالي من دمار جزئي، مضيفًا أن الماء يصل مرة واحدة كل ثلاثة أيام، والكهرباء لا تتجاوز ساعتين يوميًا، فيما تعمل مدرستان فقط في المنطقة وهما غير مؤهلتين لاستقبال الطلاب.

وتأتي الجهود الخدمية الوحيدة من لجنة الحي والشباب المتطوعين، بينما تعتمد العائلات على جهودها الشخصية لترميم منازلها وسط غياب تام للدعم الرسمي، حسب ما ذكر ديب.

حياة على أنقاض الدمار

محمود السليمان، أحد سكان الحي، تحدث عن الاحتياجات الهائلة التي يواجهها دير بعلبة، مشيرًا إلى أن الحي يشبه الأحياء المدمرة الأخرى في حمص مثل الخالدية والبياضة: “الناس بحاجة إلى ترميم المنازل المدمرة، لكنّ الغالبية لا تملك القدرة على العودة بسبب الدمار الشامل”.

وأضاف في حديث لمنصة سوريا ٢٤ أن إعادة تأهيل شبكات الكهرباء وتقديم مساعدات إغاثية باتت ضرورة ملحة، إلى جانب إزالة الأنقاض التي تعيق شوارع الحي.

من جانبه، أكد إبراهيم ياسين من سكان مدينة حمص في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن الأهالي بدأوا بالعودة إلى منازلهم فور تحرير المنطقة، رغم أن البيوت منهوبة بالكامل ولا تحتوي سوى على الجدران والأسقف: “الأهالي عادوا لأنهم كانوا يسكنون في المخيمات، لكن الحي يحتاج إلى كل شيء، من بنية تحتية إلى ترميم المنازل”.

ولفت إلى أن دير بعلبة شهد اشتباكات عنيفة وعدة اقتحامات من النظام خلال السنوات الماضية، مما زاد من معاناة السكان.

مقبرة جماعية: جرح الماضي يعود إلى الواجهة

وفي تطور صادم، عثر الأهالي على مقبرة جماعية وسط حي دير بعلبة في محيط جامع علي بن أبي طالب، تضم رفات شهداء يُعتقد أنهم ضحايا مجازر ارتكبتها قوات النظام آنذاك عند اقتحام الحي عام 2013.

وأفاد محمود السليمان أن المدنيين اكتشفوا المقبرة وأبلغوا الأمن الداخلي، حيث تم التعرف على جثتين حتى الآن، إحداهما لشخص يُدعى زكريا السيد الحاج، والأخرى لشخص يُدعى أبو زاهر.

وأوضح أن هذه المجزرة تعود إلى عام 2013، وأن البحث الجنائي لا يزال جاريًا للعثور على جثث أخرى، في ظل تقارير عن قتل النظام للمدنيين ودفنهم في مناطق متفرقة بالحي.

زيارة المحافظ: أمل في التغيير

وأمس، زار محافظ حمص حي دير بعلبة والتقى بوجهاء المنطقة، حيث استمع إلى شكاوى الأهالي حول أزمة المياه والكهرباء، والوضع الإنساني الصعب، ونقص الخدمات الأساسية، كما تم تسليط الضوء على الأضرار الكبيرة في البنية التحتية جراء القصف الذي تعرض له الحي من النظام آنذاك.

وأعرب السكان عن أملهم في أن تكون هذه الزيارة بداية لتحسين الواقع الخدمي، وأن تتحول مطالبهم إلى خطوات عملية تعيد للحي بعضًا من استقراره وحيويته.

ووسط هذا الواقع المؤلم، يبقى حي دير بعلبة صورة حية لمعاناة السوريين، حيث تتداخل آلام الماضي مع تحديات الحاضر، وتظل آمال الأهالي معلقة على تحقيق التغيير المنشود

مقالات ذات صلة