في خطوة جديدة تشير إلى إعادة هيكلة الجهاز الأمني في محافظة السويداء جنوب سوريا، أعلنت قيادة شرطة المحافظة عن البدء بتسليم رواتب لنحو 600 عنصر من عناصر الأمن الداخلي و40 ضابطًا، منهم منشقون سابقون عن النظام وآخرون تمت إعادتهم إلى الخدمة بعد تسوية أوضاعهم القانونية.
بحسب مصادر محلية تحدّثت إلى منصة سوريا 24، بلغ متوسط الراتب الذي تسلّمه العناصر نحو 120 دولارًا أميركيًا، ما يمثل زيادة بأربعة أضعاف مقارنة بفترة ما قبل التغيير الإداري في المحافظة، ما اعتُبر مؤشراً على تحسّن نسبي في الوضع المالي للعناصر، ومحاولة لجذب أبناء المحافظة للالتحاق مجددًا بسلك الشرطة.
يتولى العقيد نزار الحريري مهمة إعادة تنظيم وهيكلة الجهاز الأمني في السويداء، حيث أكدت المصادر أن نحو 700 عنصر تمت تسوية أوضاعهم من أصل 2200 عنصر جارٍ دراسة ملفاتهم. وُصف أداء الجهاز الجديد بـ”المقبول” نتيجة التعاون القائم مع الفصائل المحلية، رغم استمرار النقص في الجوانب اللوجستية والإدارية، خصوصًا فيما يتعلق بتنظيم السجون وإطعام الموقوفين.
توترات سياسية وتحديات أمام الاستقرار
التحرك الأمني يأتي في وقت لا تزال فيه المحافظة تعيش حالة من التجاذب السياسي والتوتر الأمني، خصوصًا مع تصاعد مواقف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، الذي أعلن مرارًا رفضه نتائج ما يسمى “الحوار الوطني” والإعلان الدستوري الأخير، في تعبير واضح عن عدم الرضا تجاه سياسات دمشق.
كما أن مشاهد استبدال العلم السوري بعلم الطائفة الدرزية على مبنى المحافظة، وارتفاع النبرة السياسية في خطاب الهجري، تُعد من أبرز مظاهر التوتر. وترافق ذلك مع تقارير إسرائيلية تتحدث عن استعدادات لتوفير “حماية” للمكوّن الدرزي في سوريا، ما زاد من حدّة الأجواء وطرح تساؤلات عن تدخلات خارجية.
ورغم هذه التحديات، تؤكد مصادر في “حركة رجال الكرامة” أن الملفين العسكري والأمني يسيران في الاتجاه الصحيح، وسط استمرار عمليات التطويع في جهازي الشرطة والدفاع المحلي، مع التشديد على أن التطلّع السياسي يبقى باتجاه “الخط الوطني” والمركز في دمشق، حسب وصفهم.
تسويات أمنية واسعة
في هذا السياق، فتحت وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال باب التسويات لعناصر الشرطة من أبناء السويداء، بهدف تشكيل جهاز أمني يعتمد بالدرجة الأولى على كوادر محلية، في خطوة قد تساهم في تخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار، ولكنها في ذات الوقت تبقى مرهونة بتطورات المشهد السياسي المحلي والإقليمي.