اللاذقية: زيادة إنتاج الغاز بعد إعادة عودة سادكوب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

بعد فترة من الفوضى والنهب الذي طال البنية التحتية لمنشآت الطاقة في اللاذقية، بدأت ملامح التعافي تظهر تدريجياً مع استعادة الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (سادكوب) لنشاطها، رغم انعدام الإمكانيات والموارد.

المدير العام لشركة سادكوب اللاذقية، حسن أبو قصرة، كشف في تصريح خاص لمنصة سوريا 24 ، أن الشركة كانت في وضع كارثي عند استلامها قبل ثلاثة أشهر، حيث لم يكن فيها أي معدات أو مستلزمات عمل بعد تعرضها لعملية نهب ممنهجة طالت كل شيء، من الأوراق والأقلام وصولاً إلى الآليات والكمبيوترات.

وأضاف: “لم يكن هناك حتى أسطوانات غاز، فضلاً عن سرقة المستودعات بالكامل”.

عودة الإنتاج وتحسن التوزيع

رغم هذه الظروف الصعبة، استطاعت الشركة استعادة نشاطها بشكل ملحوظ خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث أصبح معمل الغاز في اللاذقية ينتج 13 ألف أسطوانة غاز يومياً، في حين تم تفعيل 10 محطات وقود منتشرة في المحافظة، بالإضافة إلى 1007 مركز لتوزيع الغاز المنزلي. كما تم تشغيل أكثر من 10 صهاريج لتوزيع المحروقات على الفعاليات الاقتصادية، مثل الأفران والمطاعم والفنادق، إضافة إلى إعادة تشغيل محطة تزويد السفن والبواخر، التي بدأت بالفعل باستقبال الطلبات.

كما تمكنت الشركة من تجهيز ورشة خاصة لفحص وصيانة أسطوانات الغاز، لضمان فعاليتها وسلامتها قبل توزيعها على المستهلكين. وأوضح أبو قصرة أن مخزون الغاز في مستودعات معمل اللاذقية وصل إلى 1200 طن، مع خطة لرفعه إلى 3000 طن خلال الأيام المقبلة، وهي السعة القصوى التي يمكن تخزينها في المعمل، علماً أن استهلاك المحافظة اليومي يقارب 70 طناً.

على صعيد الأسعار، شهدت مادة الغاز تحسناً ملحوظاً في وفرتها وانخفاضاً في سعرها، حيث أصبحت أسطوانة الغاز المنزلية متاحة بسعر 120 ألف ليرة سورية، مقارنةً بالوضع السابق الذي كان يشهد شحاً حاداً في توفرها، وفق ما أكدته المواطنة نتالي من مدينة اللاذقية. وأشارت في حديثها إلى منصة سوريا 24 إلى أن “الحصول على جرة الغاز في عهد النظام السابق كان في غاية الصعوبة. تقول “كان التوزيع يتم كل ثلاثة أشهر عن طريق معتمدين تابعين للنظام”.

وأضافت إلا أن ثمن أسطوانة الغاز ارتفع من 11 ألف إلى 160 ألف ليرة سورية، وهو ما شكل عبئاً كبيراً على المواطنين، خاصةً أن الفرد الذي لا يتجاوز راتبه 300 ألف ليرة وليس لديه أي مصدر دخل إضافي، يجد نفسه مضطراً لإنفاق جزء كبير منه على تأمين الغاز والخبز فقط.

تخبرنا نتالي أن الأسر كانت تواجه صعوبة كبيرة في تأمين أسطوانة الغاز بسبب طول مدة الانتظار للحصول عليها، مما اضطر العديد منها إلى اللجوء لاستخدام الحطب في الطهي أو الاعتماد على الكهرباء، التي نادراً ما تكون متوفرة.

تأمين المازوت وصيانة البنية التحتية

وفيما يتعلق بالمشتقات النفطية الأخرى، تمكنت الشركة من تخزين أكثر من 300 ألف لتر من المازوت في مستودعات آمنة داخل المدينة، لاستخدامها في حالات الطوارئ. كما تم إنجاز الجزء الأكبر من صيانة خط النقل الواصل بين بانياس واللاذقية، ولم يتبقَّ سوى القليل لإعادته للخدمة.

ورغم الظروف الأمنية الصعبة، أوضح أبو قصرة أن عمليات استجرار المحروقات كانت تتم من حمص إلى إدلب، ثم إلى الساحل عبر طريق الـ M4، في رحلات محفوفة بالمخاطر استغرقت ساعات طويلة.

دعم جهود الإطفاء والاستجابة للطوارئ

وفي إطار تعزيز جاهزية فرق الإطفاء، تم تجهيز فوج إطفاء يضم أربع سيارات، وُضعت في حالة تأهب لدعم فرق الدفاع المدني عند الحاجة، بهدف التعامل مع أي حرائق قد تندلع في المنشآت أو المناطق السكنية.

وختم أبو قصرة حديثه بالإشارة إلى أن هذه الإنجازات تحققت رغم انعدام الإمكانيات والموارد، مؤكداً استمرار الجهود لتعزيز استقرار قطاع المحروقات في اللاذقية وتأمين احتياجات السكان والفعاليات الاقتصادية.

مقالات ذات صلة