تواصل الجهات الأمنية في سوريا جهودها لملاحقة ضباط النظام السابق المتورطين في ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات بحق المدنيين، وذلك في إطار مساعي تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.
ووفقًا لمصادر محلية، تمكنت قوات الأمن العام من إلقاء القبض على المقدم عروة ديب، المسؤول السابق في فرع الأمن العسكري بحمص، خلال محاولة فاشلة للهروب إلى لبنان عبر بلدة العقربية في ريف القصير الغربي.
ويعد ديب من الضباط البارزين في الأجهزة الأمنية خلال حقبة النظام السابق، حيث كان متورطًا في عمليات قمع واسعة، إضافةً إلى انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين في السجون والمراكز الأمنية.
وفي سياق متصل، أعلنت وكالة سانا الرسمية أن إدارة الأمن العام في محافظة دير الزور ألقت القبض على العميد عبد الكريم أحمد الحمادة، المقرب من ماهر الأسد، والذي كان يشغل منصب مدير إدارة ملف التسوية مع النظام السابق.
ويُعد الحمادة أحد أبرز الشخصيات الأمنية التي كانت مسؤولة عن التنسيق بين ضباط النظام السابق وقيادات الحرس الثوري الإيراني، كما لعب دورًا في تنفيذ سياسات القمع والاعتقال التعسفي في المناطق التي شهدت عمليات تسوية.
تأتي هذه العمليات ضمن حملة واسعة تنفذها السلطات الأمنية لملاحقة المتورطين بجرائم الحرب والانتهاكات خلال فترة الحرب في سوريا، ويؤكد المسؤولون أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق العدالة والمحاسبة، بالإضافة إلى طي صفحة الإفلات من العقاب التي سادت خلال سنوات الصراع.
وفي ظل استمرار هذه الجهود، يأمل السوريون أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من الخطوات الفعالة لضمان العدالة وإنصاف الضحايا، ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري.