إدلب: إطلاق حملة “خيرك يدوم” لتأمين كسوة العيد للأيتام

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

مع اقتراب عيد الفطر، تتجدد معاناة العديد من العائلات في تأمين احتياجات أطفالها، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية التي أثقلت كاهل الأسر. وفي مثل هذه الظروف، تبرز الحملات الخيرية كطوق نجاة لكثير من الفئات الهشة، حيث تسهم في إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال الذين حُرموا من أبسط حقوقهم، ومنها فرحة ارتداء ملابس جديدة في العيد.

في هذا السياق، أطلقت مؤسسة “رحمة” حملة “خيرك يدوم، كسوة عيد الفطر”، وهي مبادرة تهدف إلى تأمين ملابس العيد للأطفال الأيتام في ريف إدلب، ليعيشوا لحظات الفرح كأي طفل آخر. لا تقتصر الحملة على جمع التبرعات فحسب، بل تُشرف عليها المؤسسة بشكل مباشر لضمان وصول الكسوة إلى مستحقيها، في خطوة تعكس الالتزام بمبدأ التكافل الاجتماعي وتعزز من استدامة العطاء.

الاحتياجات تتزايد والقدرة الشرائية تتراجع

غيث يوسف، المسؤول الميداني في مؤسسة “رحمة”، يوضح في تصريح خاص لمنصة “سوريا 24” أن الأوضاع المعيشية المتدهورة جعلت من تأمين مستلزمات العيد تحديًا حتى للأسر المقتدرة، فما بالك بالأيتام الذين لا يملكون معيلًا؟ يقول: “مع الغلاء المستمر وقلّة الفرص الاقتصادية، أصبح تأمين مستلزمات العيد عبئًا كبيرًا حتى على العائلات القادرة على الكسب، فكيف بالأيتام الذين لا يجدون من يسندهم؟ هدفنا من هذه الحملة هو تعويض هذا الغياب، وتمكين الأطفال من معايشة لحظات الفرح التي يستحقونها بعيدًا عن هموم الحياة.”

ويشير يوسف إلى أن تكلفة لباس العيد لكل طفل تتراوح بين 40 و50 دولارًا، وتشمل طقمًا كاملًا من الملابس والأحذية. ورغم أن الأسعار لم تشهد ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالسنوات الماضية، فإن المشكلة الأساسية تكمن في تراجع القدرة الشرائية نتيجة التضخم وتدهور العملة المحلية، مما جعل حتى المبالغ ذاتها أقل قيمة.

“حتى لو بقيت الأسعار كما هي، فإن القدرة على الشراء تراجعت بشكل كبير، وهذا ما جعل تأمين الملابس للأيتام أكثر صعوبة، لأن العائلات نفسها تكافح لتأمين احتياجاتها الأساسية.”

تنظيم دقيق لضمان وصول الكسوة قبل العيد

على الأرض، يعمل فريق مؤسسة “رحمة” بجهد لضمان تنفيذ المشروع بأفضل طريقة، عبر التنسيق مع التجار والمورّدين للحصول على الملابس بأسعار مناسبة، ومن ثم توزيعها بشكل مباشر على الأطفال المستحقين. الهدف الأساسي هو التأكد من وصول الكسوة إلى كل طفل قبل حلول العيد، ليشعر بالفرحة دون تأخير، وفق ما أكده يوسف.

“تُجسّد الحملات الخيرية مثل ‘خيرك يدوم’ أسمى معاني التكافل الاجتماعي، حيث تعكس روح التضامن والمسؤولية الجماعية تجاه الفئات الأكثر ضعفًا. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يصبح لمثل هذه المبادرات دور حيوي في تخفيف الأعباء عن الأسر المحتاجة، ورسم البسمة على وجوه الأطفال الذين حُرموا من أبسط حقوقهم.”

مقالات ذات صلة