يعاني أهالي منطقة الأشرفية في وادي بردى بريف دمشق من أزمة كهرباء مستمرة، حيث لا تتجاوز ساعات التغذية اليومية أربع ساعات فقط، مقسمة بين النهار والمساء، في حين تتمتع مناطق أخرى بتغذية تصل إلى عشر ساعات يومياً، بسبب تسلّط ونفوذ أصحاب شركة الأمبيرات التي تستغل الوضع لتحقيق دخل ضخم لبعض المتنفذين، وسط اتهامات من الأهالي باستغلال الوضع لتحقيق أرباح طائلة.
يقول أبو محمد، أحد سكان المنطقة، في حديثه إلى منصة “سوريا 24”، إن أصحاب المولدة الموجودة في أشرفية الوادي، التي تم تشغيلها بقدرة 50 ألف واط وتخدم ألف منزل، هم المستفيدون من سوء وضع الكهرباء النظامية، إذ تضمن لهم أرباحاً كبيرة مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن الأهالي.
وأضاف أن قيمة كل مشترك تبلغ 700 ألف ليرة كاشتراك أولي، بينما تُحسب تكلفة الكيلوواط الواحد بعشرة آلاف ليرة، وهو مبلغ مرتفع مقارنة بالكهرباء النظامية. ومع ذلك، يضطر معظم الأهالي إلى تشغيل لمبات الإضاءة وأجهزة الشحن فقط، إذ إن تشغيل البرادات أو التدفئة الكهربائية يرفع الفاتورة بشكل كبير، حيث تصل التكلفة الأسبوعية إلى نحو خمسين ألف ليرة، وهو ما يعتبره الأهالي مبلغاً مرهقاً مقارنة بدخلهم.
الناشط الإعلامي رضوان علي يؤكد في حديثه لـ”سوريا 24” أن أصحاب المولدات الكهربائية لهم يد في ضعف التغذية الكهربائية، حيث يساهمون في استمرار الأزمة لضمان استمرار أرباحهم، محمّلاً إياهم مسؤولية استغلال حاجات الأهالي لتحقيق مكاسب مالية ضخمة.
لكن القضية لا تتوقف عند غلاء الأسعار، إذ يشير رضوان وعدد من سكان المنطقة إلى أن هذه المولدات ما هي إلا “غطاء”، حيث إن مصدر تغذيتها الرئيسي ليس سوى الكهرباء النظامية التي يستغلها بعض المتنفذين، مستفيدين من تواطؤ سابق مع ضباط ومسؤولين في النظام.
من جهتها، تؤكد السيدة فاطمة، وهي من سكان الأشرفية في حديث منصة سوريا 24، أن ضعف الكهرباء وتذبذب التيار أدّيا إلى تلف العديد من الأجهزة الكهربائية في منزلها، بما في ذلك البراد والغسالة، مشيرة إلى أن العديد من الجيران واجهوا المشكلة ذاتها. وتضيف أن الكهرباء في المنطقة تتحسن بشكل طفيف بين الحين والآخر، لكنها لا تزال بعيدة عن المستوى المطلوب مقارنة بمناطق أخرى.
أما وليد عثمان، أحد السكان، فيقول إن معظم مناطق دمشق وريفها شهدت تحسناً في التيار الكهربائي، باستثناء منطقتَي الأشرفية والجديدة، مشيراً إلى أن أصحاب المولدات يعملون جنباً إلى جنب مع الجهات المسؤولة عن توزيع الكهرباء، ما يجعل من الصعب إيجاد حل عادل لهذه الأزمة.
تحسن ملحوظ في ساعات الوصل
المهندس خالد أبودي، مدير عام مؤسسة النقل وتوزيع الكهرباء، قال في تصريح خاص لمنصة “سوريا 24”: “هناك تحسن ملحوظ في الكهرباء بجميع المحافظات، نتيجة توليد الغاز القَطْرية التي تُقدَّر بـ2 مليون متر مكعب، مما أدى إلى توليد 400 ميغاواط تم توزيعها على الشبكة السورية”.
وأضاف: “حالياً تُقدَّر ساعات التغذية الكهربائية ما بين 5 إلى 6 ساعات يومياً، وخلال الفترة القادمة سيكون هناك زيادة تدريجية مرتبطة بوصول الفيول والنفط. كما أن التحسينات الجديدة جاءت نتيجة التخلص من الفاقد التجاري، الذي كان يشكل 40% من الطاقة المنتجة، وسيتم الاستفادة منه حالياً لزيادة عدد ساعات التيار الكهربائي”.
وأشار إلى أن العمل جارٍ على إزالة المخالفات والحد من السرقات التي أدّت إلى انخفاض التغذية الكهربائية في بعض المناطق، مما سيزيد من ساعات التيار الكهربائي.
يبقى السؤال المطروح، حسب من تحدثنا إليهم: إلى متى سيظل سكان منطقة الأشرفية في وادي بردى تحت رحمة تجار الأزمات؟ في ظل غياب أي تحسن في وضع الكهرباء، يزداد استياء الأهالي الذين يرون أن الوضع الحالي هو استمرار لنهج حرمان مقصود منذ سنوات، ويطالبون بضرورة إيجاد حل يضمن توزيعاً عادلاً للكهرباء، بعيداً عن استغلالهم لمصالح شخصية.