في ظل الحاجة المتزايدة إلى تحسين الخدمات الطبية في مدينة داريا، جاء افتتاح المركز الصحي الجديد ليشكّل خطوةً مهمة نحو تعزيز الرعاية الصحية وتوفير خدمات طبية متكاملة لسكان المدينة، ويهدف المركز إلى سدّ الفجوة في الخدمات الطبية الأساسية، خاصةً مع بُعد المراكز الصحية المتكاملة عن المدينة، ما كان يشكّل تحدياً كبيراً أمام المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة.
حضر الافتتاح عددٌ من الشخصيات الطبية والرسمية، من بينهم الدكتور ماهر الشرع، القائم بأعمال وزير الصحة، والدكتور محمد أكرم معتوق، مدير صحة دمشق، والدكتور توفيق حسابا، مدير صحة ريف دمشق، والدكتور زهير قراط، مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، والدكتور محمد الخطيب، مشرف هيئة الاختصاصات الطبية، إلى جانب عدد من ممثلي منظمة أطباء بلا حدود، ومسؤول منطقة داريا، وشخصيات رسمية وطبية أخرى.
يُعدّ افتتاح المركز خطوةً مهمة لتوفير خدمات طبية متكاملة تُلبّي احتياجات السكان، خاصةً أن أقرب مركز صحي متكامل يبعد ستة كيلومترات عن داريا، فيما تبعد المستشفيات في دمشق عشرة كيلومترات، ما كان يشكّل تحدياً أمام المرضى، خصوصاً في الحالات الطارئة.
أكد الطبيب محمد شريدي، في حديث خاص لـ “سوريا 24“، أن العيادات في المركز بدأت العمل منذ أكثر من شهر، وكانت تستقبل نحو خمسين مريضاً يومياً، مشيراً إلى أن الافتتاح الرسمي شهد تشغيل قسم الإسعاف وتجهيزاته، ما يعزّز قدرته على استقبال المزيد من الحالات.
وقال شريدي إنه تم افتتاح قسم الإسعاف اليوم، ويضمّ غرفة تحتوي على أربعة أسرّة مجهزة بأجهزة حديثة، منها جهاز تخطيط قلب، جهاز صادم كهربائي، جهاز إيكو، إضافةً إلى غرفة مراقبة، ما سيسهم في تقديم رعاية طبية متكاملة، خاصةً لمرضى الأمراض المزمنة، الذين يشكّلون نسبةً كبيرةً من المحتاجين للخدمات الطبية.
وأضاف الطبيب أن المركز الصحي الجديد يوفر مجموعةً واسعةً من الخدمات العلاجية، التي تشمل في الطابق الأرضي: غرفة الطوارئ التي تحتوي على أربعة أسرّة لاستقبال المرضى على مدار أربعٍ وعشرين ساعة، إلى جانب غرفة مراقبة لمتابعة الحالات الطبية الحرجة، وغرفة ضماد مخصصة للعناية بالجروح وضمان التعافي السريع. كما يشمل عيادة داخلية عامة تقدم استشارات طبية شاملة، وعيادة للأطفال تُعنى بمتابعة صحتهم وتوفير اللقاحات اللازمة، إضافةً إلى غرفة لقاحات لضمان تحصين الأطفال ضد الأمراض. كما يضمّ المركز عيادة تغذية لمتابعة حالات سوء التغذية، وعيادة للصحة النفسية لدعم المرضى نفسياً واجتماعياً، إلى جانب مخبر تحاليل لإجراء الفحوصات الطبية، وصيدلية توفر الأدوية الأساسية للمرضى.
أما الطابق الثاني، فيضم: عيادة نسائية لمتابعة صحة المرأة، عيادة صحة إنجابية لتقديم الخدمات اللازمة قبل وبعد الولادة، وعيادة صحة نفسية للنساء لدعمهن نفسياً واجتماعياً.
يأتي افتتاح هذا المركز ضمن جهود تحسين جودة الرعاية الصحية وضمان وصول الخدمات الطبية لجميع أفراد المجتمع، خصوصاً مع الارتفاع المتزايد في أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى متابعة مستمرة، لا سيما مرضى الأمراض المزمنة الذين يشكّلون نسبةً كبيرةً من سكان المنطقة.
ومن المتوقع أن يُسهم تشغيل المركز بكامل طاقته في تقليل الضغط على المرافق الصحية الأخرى القريبة، وتوفير خدمات أكثر كفاءة لأهالي داريا.
