الدفاع المدني: وقف التمويل الأمريكي يهدد الاستجابة الإنسانية في سوريا

أكد فريق الدفاع المدني السوري وقف تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية لمنظمة الخوذ البيضاء، محذرًا في الوقت ذاته من الآثار الكارثية على عمل الفريق والاستجابة الطارئة بشكل عام.

وقال الدكتور فاروق الحبيب، نائب مدير الدفاع المدني للشؤون الخارجية، في حديث لمنصة “سوريا ٢٤”: “إن وقف التمويل جاء في مرحلة حرجة تمر بها سوريا، ونحن في أمسِّ الحاجة إلى الدعم في ظل الاحتياجات الإنسانية الكبيرة بعد سقوط نظام الأسد”.
وأضاف: “وقف الدعم له آثار كارثية على عملنا وعلى الاستجابة الطارئة، ولا يمكن استبداله سريعًا، نبذل جهودنا لاستعادة العقد مع الوكالة”.

وأوضح أن الوقف غير موجَّه للخوذ البيضاء بشكل خاص، لكن إنهاء العقود شمل أكثر من خمسة آلاف عقد حول العالم، في ظل تغير أولويات الإدارة الأمريكية، وهناك تمويل آخر مستمر للمنظمة من وزارة الخارجية الأمريكية.

ودعا الحبيب جميع المحبين في سوريا والعالم إلى الوقوف إلى جانب الخوذ البيضاء لتعزيز قدرتها وجهودها في إنقاذ الأرواح، وتعزيز صمود المجتمعات والدفاع عن صمود السوريين، وفق تعبيره.

وختم قائلًا: “نعبر عن بالغ شكرنا وامتناننا لدعم الوكالة الأمريكية للتنمية لمنظمة الخوذ البيضاء على مدى السنوات العشر الماضية، حيث كانت الوكالة أكبر ممول للمنظمة، وقد ساهم تمويلها في إنقاذ الأرواح على مدى السنوات الماضية”.

وتُظهر الوثائق الموجهة إلى الكونغرس الأمريكي، حسب شبكة CNN، أن الوكالة قد ألغت عقدًا بقيمة 30 مليون دولار كان مخصصًا للخوذ البيضاء، والذي بدأ تنفيذه في شباط/فبراير 2023، حيث تم إنفاق جزء من الأموال قبل الإلغاء.

وفي المقابل، أكدت بيانات وزارة الخارجية الأمريكية استمرار عقد منفصل بقيمة 1.4 مليون دولار لدعم الدفاع المدني، مما يشير إلى انخفاض كبير في مستوى الدعم المتاح للمنظمة.

ومطلع العام الجاري، أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرارًا بوقف برامج المساعدات الخارجية الأمريكية التي تديرها الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID) ووزارة الخارجية ومكتب السكان والهجرة.

وقد أثار القرار، الذي جاء في سياق مراجعة شاملة للبرامج التي تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، موجة من القلق والاضطراب بين المنظمات الإنسانية والمرافق الصحية التي تعتمد بشكل كبير على هذا التمويل.

وفي الأسابيع الأولى من شباط/فبراير 2024، بدأت تداعيات القرار تتضح بشكل جلي، حيث أعلنت العديد من المنظمات الدولية عن تعليق مؤقت لأنشطتها.