تشهد الأسواق المحلية في مدينة حلب حركة نشطة وازدحامًا لافتًا مع اقتراب عيد الفطر، في ظلّ انخفاض كبير في الأسعار مقارنة بالعام الماضي. وعلى الرغم من ضعف السيولة لدى الكثير من المواطنين، فإنّ التراجع الملحوظ في أسعار السلع، خصوصًا المواد الغذائية والأدوات المنزلية، منح العائلات فرصة أفضل لشراء مستلزماتها.
يشير محمد الحمد من أهالي الشيخ نجار، في حديثه إلى منصة سوريا 24، إلى أن هذا العيد شهد انخفاضًا ملحوظًا في أسعار السلع مقارنة بالعام الماضي. وأوضح أن تراجع الأسعار يعود إلى إزالة بعض الرسوم الإضافية التي كانت تُفرض على الصناعيين والتجار، ما انعكس إيجابيًا على السوق. وأضاف قائلًا: “نأمل أن يشهد البلد مزيدًا من الاستقرار والأمان في الأيام القادمة”.
من جهتها، تصف أم سامر لمراسلنا أجواء العيد هذا العام بأنها مريحة، رغم أن البعض قد لا يتمكن من شراء كل ما يرغب فيه. تقول: “هناك إحساس بالراحة والطمأنينة، وكأن المرء يملك كل شيء، حتى لو كانت إمكانياته محدودة”. وتضيف أن أسعار المواد الغذائية والملابس شهدت انخفاضًا كبيرًا، ما منح العائلات، وخاصة الفقراء، فرصة لتأمين احتياجات أطفالهم دون الشعور بالضيق.
وتختم أم سامر بقولها: “الحمد لله، أصبحنا نشعر بالفرح لأن الفقراء أيضًا بات بإمكانهم شراء ما يحتاجونه، الأطفال يعيشون فرحة العيد دون قلق، وهذا أهم شيء”.
يشير مصطفى علبي، صاحب بسطة في السوق، في حديثه إلى منصة سوريا 24، إلى أن أجواء العيد هذا العام اختلفت عن السنة الماضية، حيث تشهد الأسواق حركة نشطة وزحامًا رغم ضعف القدرة الشرائية لدى الناس. ويضيف أن الأسعار تراجعت بشكل ملحوظ، إذ انخفضت بنحو 70% مقارنة بالعام الماضي، ما جعل الكثير من السلع في متناول الجميع.
ويضرب علبي مثالًا بانخفاض أسعار الأدوات المنزلية، حيث تراجعت أسعار كاسات البلور من 125 ألف ليرة إلى 40 ألفًا، إلى جانب انخفاض أسعار مختلف أنواع البلور والأواني المنزلية.
أما أحمد ناولو، الذي يعمل في محل لبيع ضيافة العيد، فيؤكد أن الأسواق باتت “خير وغير” بعد تراجع الأسعار وزيادة الإقبال، مشيرًا إلى توفر أنواع جديدة من الحلويات مثل البسكويت والراحة والنوغا بأسعار مخفضة. ويوضح أن سعر البسكويت انخفض من 90 ألفًا إلى 50 ألفًا، والراحة من 300 ألف إلى 135 ألفًا، بينما تراجعت أسعار النوغا من 300 ألف إلى 170 ألفًا.
ويختم ناولو بالقول: “هناك فرحة واضحة في الأسواق، فالناس تستعيد شيئًا من بهجة العيد، وسط إحساس عام بالبركة والانفراج”.
ويعكس المشهد في الأسواق حالة من التفاؤل، إذ يرى كثير من الأهالي والتجار أن الأوضاع تحسنت نسبيًا، مع توفر البضائع بأسعار تنافسية، ما جعل أجواء العيد هذا العام مختلفة عن السنوات السابقة.