مع اقتراب عيد الفطر المبارك، بدأت مدينة اللاذقية تشهد حركة نشطة استعداداً للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة، ومع ذلك، فإن هذه الاستعدادات تعكس واقعاً مختلطاً يجمع بين مشاعر الارتياح والتطلع إلى أوقات جميلة، وبين تحديات اقتصادية تُلقي بظلالها على فرحة العيد.
وقال عادل أبو الحسام، أحد سكان اللاذقية، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، إن العائلات في المدينة بدأت منذ عدة أيام بالتحضير للعيد، حيث تتجهز بعض الأسر لتحضير حلويات العيد التقليدية في منازلها، بينما تفضّل أخرى شراء الحلويات الجاهزة من الأسواق المحلية.
وعلى الرغم من الأجواء الاحتفالية التي تسيطر على المدينة، فإن الحركة التجارية لم تشهد أي تحسن ملموس في الأسعار، نتيجة استمرار نقص السيولة لدى المواطنين.
ومن جهة أخرى، أعرب العديد من سكان اللاذقية عن ارتياحهم بسبب تحسّن ساعات وصول التيار الكهربائي خلال الأيام الأخيرة، وهو ما يُسهم في تسهيل الاستعدادات المنزلية للعيد وإضفاء أجواء إيجابية على الحياة اليومية، وفق ما نقله أبو الحسام.
وتباينت أحوال الناس في اللاذقية مع اقتراب العيد، وفي هذا الصدد، يقول بسام الحسين في حديث لمنصة سوريا ٢٤، إن من يعتمد على الحوالات الخارجية من أبنائه أو ذويه خارج البلاد سيكون قادراً على الاستمتاع بأجواء العيد بشكل أفضل، أما من يعتمد على الراتب الشهري أو الدخل المحدود، فيمكن وصف وضعه بأنه “صعب نوعاً ما”، خاصةً مع استمرار ارتفاع الأسعار وعدم توفّر السيولة المالية الكافية لتغطية احتياجات العيد.
وفي هذا السياق، قام ممثل وزارة التجارة الداخلية، أمس الجمعة، بجولة تفقدية على الأسواق للتأكد من توفّر السلع الرئيسية التي يحتاجها المواطنون، وكذلك للتحقق من أسعارها ومدى توافقها مع القوانين الناظمة، حيث أكّد المسؤولون أهمية ضمان عدم استغلال التجار للمواطنين خلال هذه الفترة.
ومع اقتراب العيد، كثّفت قوات إدارة الأمن العام انتشارها في عموم أحياء محافظة اللاذقية، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار وضمان سلامة المواطنين.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن إطار الخطة الأمنية الخاصة بعيد الفطر، والتي تهدف إلى توفير بيئة آمنة للجميع أثناء الاحتفالات.
وفي تطوّر لافت، تم إلغاء إقامة صلاة عيد الفطر في ساحة الشهداء بحي صليبة، وذلك بناءً على توجيه مدير الأوقاف في المحافظة، إذ يعود السبب في ذلك إلى عدم استقرار الطقس كما أشارت إليه الأرصاد الجوية.
وبناءً على القرار، ستُقام الصلاة في كافة المساجد المنتشرة في أنحاء المحافظة، لضمان مشاركة أوسع للمواطنين في هذه الشعيرة الدينية دون تعريضهم لأي مخاطر.
وفي خطوة تهدف إلى حماية الأطفال من أي مخاطر محتملة، قامت مديرية التموين في محافظة اللاذقية بمصادرة بعض الألعاب الخطرة التي تم العثور عليها في المنطقة الصناعية، حيث تأتي هذه الخطوة بعد رصد وجود مواد قد تكون ضارة بصحة الأطفال، مما يعكس حرص الجهات المعنية على سلامة الأجيال الناشئة.
وتعكس استعدادات أهالي اللاذقية لعيد الفطر المبارك صورة واضحة عن واقع المدينة، حيث تتداخل مشاعر الفرح والأمل مع تحديات اقتصادية وأمنية مستمرة.
ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة من قبل الجهات الحكومية والأهالي أنفسهم تعطي أملاً في أن يكون العيد مناسبة للفرح والتآلف، رغم كل الظروف.