رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما تزال العديد من العائلات السورية تحافظ على طقوس صنع حلويات العيد داخل منازلها، معتبرةً أن هذه العادة جزء لا يتجزأ من بهجة العيد وروح التقاليد المتوارثة.
تقول أم خالد عبد الرحمن، وهي ربة منزل من دمشق، إن تحضير الحلويات في المنزل لم يعد سهلاً كما كان في السابق، إذ تضاعفت تكاليف المواد الأساسية، ما دفعها إلى تقليل الكميات والاكتفاء بكميات محدودة لأفراد العائلة، لكنها تؤكد أن التخلي عن هذه العادة غير وارد، إذ تُعتبر “فرحة العيد” ناقصة بدون رائحة المعمول المنبعثة من الأفران المنزلية.
تخبرنا أن صنع الحلويات في المنزل يبقى أقل تكلفة من شرائها جاهزة، تقول إن سعر الكيلوغرام الواحد من المعمول يصل إلى 100 ألف، أما المعمول بالسمن العربي والجوز فيصل الكيلوغرام إلى 150 ألفًا، ما يجعل إعداده في المنزل خيارًا أكثر اقتصادية، حتى وإن كان مكلفًا نسبيًا.
وشهدت أسعار المواد الأولية ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالعام الماضي، مما انعكس على القدرة الشرائية للأهالي، إذ تلجأ بعض العائلات إلى طرق بديلة، مثل استخدام أنواع أقل تكلفة من المكسرات أو تقليل كميات السمن والسكر في الوصفات التقليدية.
وفي ظل هذه التحديات، تحاول العائلات السورية التمسك بعاداتها رغم الغلاء، معتبرةً أن العيد ليس مجرد مناسبة دينية، بل فرصة لاستعادة الذكريات ومشاركة الأوقات السعيدة مع الأهل والجيران، حيث يبقى إعداد الحلويات المنزلية أحد أبرز طقوس الفرح التي تقاوم الظروف الصعبة.