أعربت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية عن شكرها وامتنانها للمواقف الدولية التي رحبت بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، ووصفتها بأنها “إشارة إيجابية على دعم المجتمع الدولي لمسار الاستقرار وبناء مستقبل أفضل لسوريا”.
وفي بيان رسمي، أشادت الخارجية بـ”الدول الصديقة والمنظمات الدولية التي أبدت استعدادها للتعاون مع الحكومة الجديدة في مختلف المجالات”، مؤكدة أن هذه المرحلة تمثل “فرصة لتفعيل الشراكات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل، بعيدًا عن الإملاءات السياسية”.
كان الرئيس أحمد الشرع قد أعلن، مساء السبت الماضي، عن تشكيل حكومة جديدة تتكوّن من 23 وزيرًا، مؤكدًا التزامه بحل القضايا الاقتصادية والاجتماعية، والعمل على “بناء دولة قوية ومستقرة”.
وقد احتفظ كل من وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة بمنصبيهما، وفي كلمته خلال مراسم الإعلان، قال الشرع: “نشهد حاليًا ولادة مرحلة جديدة في تاريخنا”، مشيرًا إلى أن الحكومة الجديدة ستكون “حكومة تغيير وبناء”، وتضم تمثيلًا من مختلف الأطياف، بما في ذلك وزير درزي وآخر علوي، إضافة إلى تعيين امرأة في حقيبة الشؤون الاجتماعية.
ترحيب دولي
في حين أشادت فرنسا بالتشكيل الجديد واعتبرته خطوة إلى الأمام، وعبّرت بريطانيا عن استعدادها لدعمه، أبدت واشنطن تفاؤلًا بإعلان التشكيلة الحكومية، مشددة على ضرورة الانتقال الفعلي إلى حكم شامل وممثل،
اعتبرت الولايات المتحدة على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية تامي بروس، اعتبرت تشكيل الحكومة خطوة إيجابية، وقالت في مؤتمر صحفي: “نحن ندرك معاناة الشعب السوري الذي عانى لعقود من الحكم الاستبدادي والقمع الذي مارسه نظام الأسد، ونأمل بأن يمثل هذا الإعلان خطوة نحو سوريا شاملة وممثلة للجميع”.
وأضافت بروس أن بلادها “ستراقب تطورات المرحلة المقبلة عن كثب”، دون الإشارة إلى أي تغيير فوري في السياسات تجاه دمشق.
من جهتها، فرنسا رحّبت بالتشكيل، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم السلطات السورية إذا ما التزمت بمبادئ “إعلان باريس” القائم على التعددية وحقوق الإنسان، في وقت رحب فيه وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هيمش فولكنر، بالحكومة وأعربت عن استعداد لندن لدعم “مستقبل شامل ومستقر ومزدهر للشعب السوري”.
كذلك، أشادت إسبانيا بتشكيل الحكومة، واعتبرته خطوة نحو سوريا سلمية، فيما أكدت بولندا دعمها لسوريا موحّدة، ذات سيادة، تحترم العدالة وحقوق المواطنين، كما رحبت إيطاليا بالتشكيلة الحكومة السورية.
من جانبها، أعربت ألمانيا عن دعمها للعملية السياسية، وأكد مبعوثها الخاص شتفان شنايك أن بلاده على استعداد لمرافقة السوريين في “مداواة الجراح وإعادة بناء وطنهم”، مشددًا على العدالة الانتقالية والشمولية.
مواقف عربية موحدة: ترحيب ودعم لإعادة الإعمار
رحّبت دول عربية عدّة بتشكيل الحكومة، بينها السعودية، قطر، الكويت، الإمارات، العراق، الأردن، وتركيا، مؤكدة دعمها الكامل لتطلعات الشعب السوري في تحقيق الأمن والاستقرار، واستعدادها للتعاون مع الحكومة الجديدة في ملفات الإعمار والمصالحة الوطنية.
وفي ختام بيانها، أكدت وزارة الخارجية السورية أن “المواقف الدولية المشجعة تُظهر إدراكًا لأهمية دعم سوريا في هذه المرحلة المفصلية”، مضيفة أن الحكومة الجديدة منفتحة على كل مبادرة بناءة، على أن تكون ضمن إطار “الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال الوطني”.