وقّع “المجلس المدني لحيي الأشرفية والشيخ مقصود” في مدينة حلب، الخاضعين لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اتفاقًا مع لجنة ممثلة لرئاسة الجمهورية، يفضي إلى انسحاب تدريجي لمقاتلي “قسد” من الحيين، مع ضمان استمرار خصوصيتهما الثقافية والاجتماعية.
ويُعدّ الحيّان من آخر المناطق التي لم تدخلها القوات الحكومية منذ سقوط نظام الأسد، وسبق أن كانا مصدرًا لتوترات أمنية خلال سنوات الحرب، بما في ذلك عمليات قنص استهدفت مدنيين وناشطين في الأحياء المجاورة. 
كما شكّلا خلال السنوات الماضية نموذجًا لإدارة مدنية محلية بقيادة كردية، وسط حالة من التجاذب السياسي والأمني مع دمشق.
وبحسب نص الاتفاق، الذي اطّلعت عليه سوريا 24، يُعترف بالحيين كجزء من النسيج المدني لمدينة حلب، مع تأكيد احترام خصوصيتهما المجتمعية والثقافية، وضمان حمايتهما من قبل وزارة الداخلية بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي.
ويحصر الاتفاق حمل السلاح بقوات الأمن الداخلي، ويمنع المظاهر المسلحة بين المدنيين، بينما تبدأ القوات العسكرية بالانسحاب التدريجي باتجاه منطقة شرق الفرات.
كما ينص على تمركز قوات الأمن في مداخل الحيين والمعابر المؤدية إليهما، وتسهيل حركة السكان دون مضايقات أو تفتيش.
كذلك، ينص الاتفاق على تشكيل لجنتين، الأولى للتنسيق بين حلب والمناطق الشمالية والشرقية، والثانية لمتابعة تنفيذ بنوده على الأرض. وتلتزم المؤسسات الرسمية بتقديم الخدمات للحيين على قدم المساواة مع باقي أحياء المدينة.
ويأتي هذا التفاهم ضمن إطار أوسع من التنسيق بين دمشق و”قسد”، بعد توقيع اتفاق سياسي وأمني شامل بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي، يهدف إلى إعادة سيطرة الدولة على كامل الأراضي السورية.
