أكّد السفير الروسي لدى العراق، إلبرُوس كوتراشيف، أن إقامة رأس النظام السابق، بشار الأسد، في العاصمة الروسية موسكو، تخضع لشروط صارمة، في مقدّمتها عدم ممارسة أيّ نشاط سياسي أو إعلامي، مشدّدًا على أن مسألة تسليمه لأيّ جهة “غير واردة نهائيًّا”.
وقال كوتراشيف في مقابلة مع تلفزيون “الشرقية”: “بشار الأسد يملك حق اللجوء إلى موسكو، لكن من شروط استضافته ألّا يقوم بأيّ نشاط سياسي أو إعلامي خلال فترة إقامته”، مضيفًا أن “هذه الشروط واضحة وثابتة”.
وردًّا على سؤال بشأن احتمال تسليمه، نفى السفير الروسي ذلك بشكل قاطع، قائلًا: “هذا الموضوع غير مطروح إطلاقًا، روسيا لا تدخل في صفقات من هذا النوع، وقد أكّدنا هذا المبدأ في لقاءات سابقة؛ فنحن لا نُساوم في قضايا تتعلّق بالكرامة والسيادة”.
وفي تعليقه على أسباب تدهور الوضع في سوريا، أوضح كوتراشيف أن “سقوط بشار الأسد لم يكن بسبب موقف روسي أو إيراني، وإنما نتيجة الظروف الداخلية في سوريا وموقف النظام نفسه”، مشيرًا إلى أن “موسكو لطالما دعمت الحلول السياسية، لكنها في الوقت ذاته تميّز بين دعم الحلفاء وبين التدخّل في خياراتهم الداخلية”.
ومطلع العام الجاري، طالبت الإدارة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع، من روسيا تسليم بشار الأسد ومساعديه المقرّبين للمحاكمة.
وجاء هذا الطلب خلال لقاء جمع الشرع مع المبعوث الروسي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، في إطار زيارة الوفد الروسي الأول إلى سوريا منذ سقوط نظام الأسد السابق.
وفقًا للقانون الروسي، يتمتّع اللاجئون السياسيون والإنسانيون بحماية من الإبعاد القسري، إلا في حالات ارتكاب جرائم جسيمة مثل جرائم الحرب أو الإبادة الجماعية.
يُذكر أنه في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، كشفت وكالة الأنباء الروسية “تاس” أن بشار الأسد وصل مع عائلته إلى العاصمة الروسية موسكو، وتمّ منحهم حق اللجوء لأسباب إنسانية.
ويُشار إلى أن روسيا تدخلت عسكريًّا إلى جانب النظام السابق في عام 2015، وتسبّبت عملياتها العسكرية في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، بعد تدمير مدنهم وبلداتهم بالصواريخ المحرّمة دوليًّا.