باشر المجلس المحلي في مدينة تل رفعت بتنفيذ مشروع ضخم لترميم أحياء المدينة وإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي التي تضررت جراء سنوات من الدمار والصراع، في خطوة إيجابية نحو إعادة إعمار المدينة وتحسين ظروفها المعيشية.
ويهدف المشروع، الذي يأتي بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية، إلى تحسين البنية التحتية واستعادة النسيج الحضري للمدينة.
مشروع متكامل لإعادة الحياة إلى الشوارع
محمد ديبو، مشرف الأعمال الخدمية في المجلس المحلي، أكد في حديثه لمنصة سوريا ٢٤ أن المشروع يركز بشكل أساسي على استبدال شبكات الصرف الصحي القديمة بأخرى جديدة وبمواصفات حديثة.
وأوضح أن المرحلة الأولى شملت استبدال خط صرف صحي بطول حوالي 400 متر في منطقة المركز الثقافي وعلى طريق المزرعة، حيث استُخدمت مواسير بلاستيكية مصنوعة من مادة البولي إيثيلين بقطر 50 سنتيمتراً.
كما تم تنظيف وتسليك ما يقارب 400 ريكار (فتحات الصرف) المنتشرة في مختلف شوارع المدينة، بالإضافة إلى تسليك خطوط الصرف الصحي الرئيسية باستخدام تقنيات الضغط الهوائي والماء، والتي بلغ طولها الإجمالي حوالي 12 ألف متر.
لم يقتصر المشروع على شبكات الصرف الصحي فقط، بل شمل أيضاً تركيب أربع مطريات أو (مجاري تصريف الأمطار)، مما يسهم في تقليل مشاكل الفيضانات خلال فصل الشتاء.
وأشار ديبو إلى أن المشروع أوشك على الانتهاء، حيث يتم الآن العمل على اللمسات النهائية لضمان تسليمه بكل كفاءة.
تعاون محلي ودولي لإنجاز المشروع
المشروع لا يقف عند حدود الجهود المحلية فقط، بل يشهد تعاوناً وثيقاً مع منظمتي “سيلو ديرتي” و”ميكس إيبو” السويسرية.
وبالإشارة إلى التعاون مع المنظمات الدولية، أوضح ديبو أن مشروعاً آخر كان قد بدأ قبل تحرير المدينة بخمسة أيام، لكنه توقّف مؤقتاً، واستؤنف بعد التنسيق مع الشركة العامة للصرف الصحي في حلب.
ويشمل هذا المشروع استبدال خط صرف صحي بطول 250 متراً في شارع جامع عباد الرحمن، بالإضافة إلى تعزيل المجرى المكشوف للمدينة عند المصب بطول حوالي 300 متر، كما تم تنظيف حوالي 50 ريكار وتزويد بعضها بقطع غيار جديدة نتيجة تعرضها للسرقة.
ويشرف المجلس المحلي بشكل مباشر على تنفيذ المشروعين بالتعاون مع المنظمات الدولية، بينما تقوم الشركة العامة للصرف الصحي بحلب بفرز مهندسين لمتابعة الإشراف الفني وضمان الجودة.
وأكد ديبو أن الجهود مستمرة لاستكمال العمل على جميع الأجزاء المتبقية من المشروع، معرباً عن ثقته بأن هذه الجهود ستسهم في خلق بيئة صحية ومستدامة لسكان تل رفعت.
تأثير إيجابي على السكان
جمال النايف، أحد سكان المنطقة، عبّر في حديثه لمنصة سوريا ٢٤ عن ارتياحه لهذه الجهود الخدمية، قائلاً: “مثل هذه المشاريع تبعث الأمل في نفوسنا. إنها تشجعنا على العودة إلى منازلنا وتحفزنا لإعادة بناء ما تهدم. ستكون لهذه الخطوات أثر كبير على حياة السكان اليومية وسيشعرون بتحسن ملحوظ في الخدمات الأساسية”.
ويمثل مشروع إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي في تل رفعت خطوة مهمة نحو استعادة البنية التحتية للمدينة وتحسين الخدمات الأساسية، مما يساهم في تعزيز جودة الحياة للسكان.
