رغم الخراب والدمار الذي يلفّ شوارعها، بدأ أهالي قرية بسرطون الواقعة في ريف حلب الغربي بالعودة إلى منازلهم، بعد سنوات من التهجير والنزاع الذي حوّلها إلى منطقةٍ شبهِ خاليةٍ من الحياة.
تُعدّ بسرطون من القرى التي وقعت على خطوط التماس خلال السنوات الماضية، ما جعلها عرضةً للدمار الكامل في بنيتها التحتية ومرافقها الحيوية. ووفقاً لما أفاد مأمون شومان، وهو مدرس وأحد أبناء القرية، فإنها ما تزال تعاني من واقع مأساوي، يتمثل في وجود سواتر ترابية تقطع الشوارع، وانتشار الألغام في الأراضي الزراعية، وهو ما تسبب بإصابة عدد من المدنيين أثناء قيامهم بحراثة أراضيهم.
عاد إلى القرية نحو ألف شخص، أي ما يقارب ثلث سكان القرية، إلا أن هذه العودة كانت محفوفةً بالخطر، في ظل شبهِ انعدامٍ للخدمات الأساسية. وأوضح شومان أن الأهالي رمموا منازلهم بشكل بدائي، وسكنوا فيها “كيفما كان”، في ظل غياب كامل لمؤسسات الدعم أو برامج إعادة التأهيل.
تبدو المدارس في القرية مدمّرة وخالية من أي تجهيزات تعليمية، بينما البنى الصحية خارجة عن الخدمة بالكامل، والمرافق المائية والكهربائية، بما فيها المحولات، مدمرة تماماً. وبين الركام، تحاول العائلات إعادة بعض مظاهر الحياة، لكنها تصطدم يومياً بواقع الأنقاض، وغياب الخدمات، وخطر الموت الكامن تحت الأرض.
وفي مداخلةٍ ليعقوب إبراهيم، أحدِ أهالي القرية، ناشد عبر منصة سوريا 24 جميع الجهات الفاعلة والإنسانية النظر في واقع القرية المنكوبة، قائلاً: “الألغام بكل مكان، في الطرقات والأراضي، والناس عايشين بخطر دائم. قتلت عدداً من الأهالي وتسببت بإصابات خطيرة لآخرين، وحتى الحيوانات لم تسلم منها”.
كما يطالب أهالي بسرطون الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالإسراع في إزالة الألغام، وتأهيل البنية التحتية والخدمات الأساسية، لضمان حياة كريمة لأولئك الذين تحدوا الخوف وعادوا إلى قريتهم.