في خطوة إنسانية، أطلقت منظمة عبر الأطلسي للإغاثة الإنسانية AHR، بالتعاون مع وزارة الصحة، حملة طبية في سوريا، بمشاركة أكثر من 400 متطوع، بينهم 135 طبيباً من جنسيات مختلفة حول العالم، لتقديم خدمات طبية وجراحية مجانية لآلاف المرضى في عدد من المحافظات السورية.
وفي حديث خاص لمنصة سوريا 24، قالت شام جمعة، المسؤولة الإعلامية للمنظمة: “بعد 13 عاماً من العمل في خدمة السوريين بالمخيمات، اليوم نقوم بحملتنا الطبية الأولى داخل سوريا، ونتطلع إلى تقديم العلاج المجاني والدعم الطبي لأكبر عدد ممكن من المرضى، بالتوازي مع دعم مستدام للقطاع الطبي وتعزيز قدرات الأطباء المحليين.”
تدخل مباشر لعلاج المرضى
تغطي الحملة محافظات دمشق، حمص، حلب، وإدلب، من خلال التعاون مع عدد من المستشفيات الكبرى، مثل مستشفى المواساة ومستشفى الأطفال بدمشق، والمستشفى الوطني ومستشفى الوليد بحمص، والمستشفى الجامعي بحلب، والمستشفى التخصصي في إدلب. كما تشمل الحملة عيادات متنقلة تجوب مناطق ريف دمشق وريف إدلب، بما في ذلك عربين، وادي بردى، معضمية، داريا، ومعرة النعمان.
وتتضمن الحملة عمليات جراحية متخصصة في جراحة الوجه والفكين لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب تقديم علاج مجاني لعدد من المعتقلين السابقين، بالتعاون مع مبادرة “صلة”.
دعم للأطباء وبناء قدرات
إلى جانب تقديم العلاج، تشمل الحملة برامج تدريبية للأطباء المحليين، وفق ما أكدته جمعة، عبر ورشات عمل تخصصية يقودها أطباء دوليون، في مجالات مثل التخدير، الإنعاش القلبي، القثطرة القلبية، التنظير بأنواعه، والطب النفسي. وتُقام هذه الورش في مستشفيات متعددة، بينها مستشفى المواساة بدمشق، المستشفى الجامعي بحلب، ومستشفى الوليد بحمص، وقد جرى تصميمها وفقاً لدراسة دقيقة لاحتياجات الكوادر الطبية السورية.
مشاريع إعادة تأهيل ودعم مستدام
وضمن رؤية المنظمة لدعم القطاع الطبي على المدى الطويل، تعمل الحملة على إعادة تأهيل قسم جراحة الوجه والفكين في جامعتي حلب ودمشق بعد سنوات من التوقف، إضافة إلى تأمين أجهزة طبية متقدمة، مثل جهاز التنظير المفصلي لمستشفى المواساة، وجهاز الجراحة التنظيرية للمستشفى الوطني بحمص.
الجانب الإنساني حاضر
ولم تغب الجوانب النفسية والاجتماعية عن الحملة، إذ يتضمن البرنامج أنشطة ترفيهية وإنسانية مخصصة للأطفال الأيتام في عدد من المحافظات، في محاولة لتخفيف معاناة الحرب وزرع الأمل في نفوس الجيل الجديد.
تُعد هذه الحملة محطة مفصلية في العمل الإنساني داخل سوريا، من حيث حجم المشاركة الدولية وتنوع الخدمات المقدمة، وتعكس في الوقت نفسه إصرار المجتمع المدني العالمي على دعم السوريين داخل بلدهم، رغم كل التحديات.