تشهد مناطق متفرقة من محافظة الحسكة، بما في ذلك مدينة الحسكة والمخيمات المحيطة بها، تدهوراً ملحوظاً في الوضع الصحي والبيئي، وسط استمرار أزمة انقطاع مياه الشرب، وتراجع واضح في خدمات النظافة والصرف الصحي، ما يهدد بانتشار واسع للأمراض السارية والمعدية، خصوصاً مع قرب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
مصادر ميدانية في ريف الحسكة تحدثت لموقع سوريا 24 عن تزايد حالات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والتهابات المعدة، لا سيما في مخيمي الهول والروج، حيث تشير التقديرات الطبية إلى أن مصدر العدوى غالبًا ما يكون المياه غير المعقمة التي يتم تعبئتها من مصادر غير مراقبة، بعضها كان يُستخدم سابقًا لأغراض صناعية أو لنقل الوقود.
ويُعزى جزء من هذا التدهور إلى انخفاض حجم المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية، لا سيما بعد تقليص الدعم من الجهات المانحة في السنوات الأخيرة، ما أثر بشكل مباشر على توفر الأدوية وخدمات التعقيم والنظافة في المخيمات.
أحمد، ناشط إنساني في المنطقة، أوضح لموقع سوريا 24 أن الوضع داخل المخيمات بات “مقلقًا للغاية”، خصوصاً مع وجود آلاف الأطفال والنساء ممن يعانون من ضعف في المناعة، ويحتاجون إلى رعاية صحية مستمرة.
وأضاف أن “البنية التحتية للمخيمات لم تعد قادرة على استيعاب الضغط المتزايد في ظل ضعف الموارد وعدم انتظام الدعم الخارجي”.
وفي مدينة الحسكة، ما تزال أزمة المياه قائمة للأسبوع الثاني على التوالي، حيث أبلغ عدد من السكان بأنهم يعتمدون بشكل أساسي على صهاريج خاصة لتأمين حاجتهم اليومية من المياه، وسط شكاوى من ارتفاع أسعارها، وصعوبة التأكد من جودة المياه المنقولة.
مصدر في قطاع الخدمات العامة بالحسكة – فضّل عدم ذكر اسمه – أشار إلى أن الأعطال التي طالت شبكات المياه والصرف الصحي في المدينة “تُعدّ ضمن الأعطال الاعتيادية”، مؤكدًا وجود جهود حثيثة من الفرق المختصة لإصلاحها، رغم التحديات المتعلقة بقطع الغيار والتمويل.
من جانبها، أكدت مصادر طبية محلية أن استمرار هذه الأوضاع دون حلول جذرية سيؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي، لا سيما مع قرب حلول فصل الصيف، حيث تزداد احتمالات تفشي أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد.
ويأمل الأهالي في الحسكة وريفها أن تسهم الجهود المحلية والدولية في تحسين واقع الخدمات الأساسية، وضمان استقرار وصول المياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية، بما يخفف من معاناتهم اليومية ويحميهم من تفاقم المخاطر الصحية.