أطلق أهالي مدينة القصير وريفها نداء استغاثة عاجلاً إلى الحكومة السورية، مطالبين بتدخل فوري لإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي التي باتت تشكل خطراً مباشراً على حياة السكان.
ولا تقتصر المشكلة فقط على المدينة، بل تمتد لتشكل تهديداً بيئياً وصحياً لمحافظتي حمص وحماة، حيث تعتمد الملايين على مياه الشرب القادمة من مؤسستي “عين التنور” و”العاصي”، اللتين قد تتعرضان للتلوث نتيجة الاختلاط بمياه الصرف الصحي.
“قنبلة موقوتة” تحت الأرض
رئيس مجلس مدينة القصير، المهندس طارق حصوة، وصف في حديث لمنصة سوريا ٢٤، الوضع بأنه “قنبلة موقوتة”.
وأوضح أن شبكة الصرف الصحي تعاني منذ أشهر من شلل كامل، حيث لم تخرج نقطة واحدة من مياه الصرف الصحي إلى أحواض الترسيب، ما أدى إلى تفاقم الأزمة.
وأشار حصوة إلى أن المشكلة بدأت تظهر بشكل واضح خلال الشهرين الماضيين، مع ظهور مياه الصرف الصحي على سطح الشوارع في بعض المناطق، مشكلة مستنقعات واسعة أصبحت مصدر قلق للسكان.
وأضاف حصوة: “كمجلس محلي للمدينة، نحن عاجزون تماماً عن إصلاح شبكة الصرف الصحي بسبب ضخامة المشكلة وقلة الإمكانيات، حيث قدمنا مشروعًا شاملاً للسيد المحافظ وناشدنا العديد من المنظمات الإنسانية، لكن حتى الآن لم نتلقَ أي رد إيجابي”.
وأكد أن الأمر الأكثر خطورة هو اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب في بعض المناطق، نتيجة للأعمال التخريبية والدمار الذي خلفته سنوات الحرب.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
من جهته، أكد تيسير القصيراوي، أحد سكان المدينة في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن الوضع ينذر بكارثة إنسانية إذا لم يتم التدخل بسرعة: “شبكة الصرف الصحي قريبة جدًا من شبكة المياه العذبة، وهذا يعني أنه إذا لم يتم تدارك الأمر، فقد يؤدي ذلك إلى تلوث المياه في القصير وفي حمص وفي بعض المناطق الأخرى”.
وأشار القصيراوي إلى أن هذه المشكلة ليست جديدة، بل تعود إلى أيام النظام السابق، لكنها تفاقمت مع مرور الوقت.
وحذّر القصيراوي من أن التلوث المحتمل لن يقتصر على القصير فقط، بل سيؤثر على مناطق أوسع مثل عين التنور وريف حمص، مما قد يؤدي إلى كارثة صحية تطال ملايين المواطنين الذين يعتمدون على هذه المصادر المائية.
وناشد القصيراوي الحكومة الجديدة دراسة هذا الموضوع بجدية، قائلاً: “إذا لم يكن لديها حل لهذه المشكلة، فستكون كارثة إنسانية حقيقية.”
معاناة يومية للمواطنين
ويعيش الأهالي في القصير معاناة يومية بسبب هذه الأزمة، حيث روى رئيس المجلس المحلي أن العشرات من المواطنين يشكون يومياً من عودة مياه الصرف الصحي إلى داخل منازلهم، حيث اجتاحت المياه الملوثة العديد من البيوت، مما جعل حياتهم غير صالحة للعيش.
وذكر أن هذه المشكلة تؤثر بشكل مباشر على صحة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن، الذين يصبحون أكثر عرضة للأمراض الخطيرة.
نداء عاجل للحكومة والمنظمات الدولية
في ظل هذا الوضع الكارثي، يطالب أهالي القصير والمسؤولون المحليون بتدخل عاجل من الحكومة السورية والمنظمات الإنسانية لإنقاذ المدينة من هذه الكارثة البيئية والصحية، مشددين على أن الحلول يجب أن تكون شاملة وسريعة، لأن التأخير قد يؤدي إلى نتائج كارثية لا يمكن السيطرة عليها.