شهدت بلدة كفر نبودة شمالي حماة عودة أكثر من 40 عائلة إلى منازلهم التي دمّرتها الحرب، ضمن مبادرة أهلية أطلقتها جهود محلية تحت اسم “قافلة العودة”.
وتحمل هذه القافلة، التي انطلقت من مخيمات الشمال السوري، آمالًا كبيرة لإعادة بناء حياة كانت قد سُلبت بسبب سنوات النزوح الطويلة، حسب مراسل منصة “سوريا ٢٤” في حماة.
تحمل هذه الخطوة بصمات العمل الأهلي البحت، حيث أكد مروان الدبيس، عضو اللجنة المحلية في كفر نبودة، في حديث لمنصة “سوريا ٢٤”، أن الفكرة جاءت من الأهالي أنفسهم دون أي تدخل أو دعم من الجهات الحكومية. وأوضح أن التحدي الأكبر كان يتمثل في ارتفاع تكاليف النقل، التي قد تصل إلى 50 دولارًا للعائلة الواحدة، وهو مبلغ كبير بالنسبة لعائلات فقدت كل شيء.
معظم العائلات المشاركة في القافلة نقلت معها خيامًا بسيطة، حيث تعتزم استخدامها بشكل مؤقت فوق أنقاض منازلهم المهدّمة إلى حين ترميمها.
وأكد الدبيس أن الأهالي يعتمدون كليًّا على جهودهم الذاتية في هذه العملية، مشيرًا إلى أن أي جهة لم تُقدِّم حتى الآن أي دعم مادي أو معنوي لهذه المبادرة.
ولفت الدبيس إلى أن الأهالي كانوا يواجهون صعوبات جمّة في أماكن نزوحهم، خاصةً مع غياب الموارد والمساعدات الكافية لتغطية احتياجاتهم الأساسية.
وأوضح أن المسافة الطويلة بين مواقع النزوح وكفر نبودة كانت عائقًا أمام العودة، لكن المبادرة الحالية ساعدت في تجاوز هذا التحدي.
ولم تكن مسألة العودة بالنسبة للأهالي إلى كفر نبودة مجرّد خطوة جغرافية، بل هي إعادة بناء لحياة كانت الحرب قد سلبتها منهم، حسب عبد الكريم رحمون، أحد النازحين الذين قضوا نحو 13 عامًا بعيدًا عن مدينتهم.
وأعرب رحمون في حديث لمنصة “سوريا ٢٤“، عن ارتياحه للمبادرة واعتبرها خطوة جيدة، خاصةً وأن العديد من العائلات لم تكن تملك حتى أجور العودة إلى قراها ومدنها: “سنعمل على تدبّر أمورنا في مدينتنا، كون الإقامة فيها أرحم من البقاء في خيام النزوح”.
وتمثّل قافلة “العودة” قصة نجاح إنسانية تعكس إرادة الأهالي وقدرتهم على العمل الجماعي في ظل غياب الدعم الرسمي.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تنتظر هؤلاء العائدين، إلا أنهم يحملون معهم أمل استعادة حياتهم وبناء مستقبل أفضل لأبنائهم في موطنهم الأصلي، حيث تبدأ صفحة جديدة من الصمود والإصرار على الحياة.