حلب: ازدحامٌ خانقٌ في دائرةِ الامتحانات.. التسجيلُ يتحوّل إلى معاناةٍ يوميّة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يشهد مبنى دائرة الامتحانات في مدينة حلب ازدحامًا شديدًا في الأيام الأخيرة من فترة التسجيل للامتحانات العامة، وسط شكاوى من طلاب الريف الحلبي الذين اضطروا للقدوم إلى المدينة في ظروفٍ صعبة، بينما لم يتمكّن كثيرون منهم من استكمال إجراءات التسجيل رغم تكرار المحاولات.

وقال حسن محمد نعناع، من منطقة شمال مارع، في حديثٍ خاصٍّ لمنصة سوريا 24: “اضطررتُ للنزول من الريف إلى حلب للتسجيل، وبقيتُ في دائرة الامتحانات لأكثر من أربع ساعات دون أن أتمكن من إنهاء التسجيل بسبب تعطل النظام”. وأضاف: “ما وقفت على الدور لا للتسجيل ولا للمالية، بس ظلّينا ناطرين بلا نتيجة، واللي إجا بعد الساعة 10:30 ما عاد قدر يحصل حتى على ورقة تسجيل المعلومات”.

وتحدث طلاب آخرون عن وجود ما وصفوه بـ”المحسوبيات والواسطات”، معتبرين أن من لا يمتلك علاقة أو قدرة على التواصل مع جهات نافذة قد يضطر للانتظار لأيامٍ طويلة حتى يتمكّن من التسجيل، وهو ما يعمّق الشعور بالتمييز والظلم في واحدةٍ من أهمّ المراحل التعليمية في حياتهم.

من جهته، أوضح مدير المكتب الإعلامي في مديرية تربية حلب، منتصر بالله، في تصريحٍ خاصٍّ لمنصة سوريا ٢٤ أنّ الازدحام المتكرّر هو أمرٌ معتاد في الأيام الأخيرة من التسجيل، وقال: “نحن فتحنا باب التسجيل منذ 23 شباط وحتى 17 نيسان، أي لمدة ثلاثة أشهر وعشرة أيام، وخلالها لم يكن هناك ازدحام، وكان التسجيل يتم بسرعةٍ ونظام، ولكن أغلب الطلاب اعتادوا على الحضور في الأيام الأخيرة فقط”.

وأشار إلى أنّ الكادر الإداري كان متواجدًا بشكلٍ كامل حتى في أيام رمضان، وأنه تم ضمّ مناطق جديدة للتربية مثل عفرين وأعزاز والشيخ مقصود، ما زاد من حجم الضغط، وأضاف: “هناك تنظيمٌ للدور، وكلّ شخص يُخدَم حسب تسلسله، ونحن مستمرّون في استقبال الطلاب حتى آخر يوم وآخر طالب”.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها سوريا ٢٤ فإنّ ساعات العمل في دائرة الامتحانات تمتد من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر، وتشمل مرحلتين: التسجيل الورقي ودفع الرسوم المالية، مما يزيد من الوقت الذي يحتاجه الطلاب لإتمام الإجراءات.

وأضاف مصدرٌ خاصٌّ لمنصة سوريا 24 أنّ التسجيل سوف يستمر حتى بعد انتهاء فترة التسجيل المحددة لتسهيل أمور الطلاب.

قال الناشط الإعلامي أحمد حجازي، في تصريحٍ خاصٍّ لسوريا 24، إنّ مظاهر الفساد لا تزال حاضرة في دائرة الامتحانات بمدينة حلب، رغم التغيرات التي طرأت على المنطقة وسقوط النظام فيها.

وأوضح أنّ “الرشوة والمحسوبيات باتت من المظاهر اليومية في هذه الدائرة، حيث يواجه الطلاب وأهاليهم صعوباتٍ كبيرة في الحصول على الخدمات الأساسية دون دفع مبالغ مالية أو اللجوء إلى وساطات”.

ووجّه حجازي دعوتَه إلى وزارة التربية ومديرية التربية في حلب للتدخل الفوري ووضع حدٍّ للتجاوزات التي تنعكس سلبًا على مستقبل الطلاب وثقة الناس بالمؤسسات التعليمية.

فيما يتطلّع الطلاب لحلولٍ جذرية تنهي معاناتهم المتكررة كلّ عام، يطالب آخرون بإيجاد مراكز تسجيل في مناطق الريف لتخفيف العبء عن الطلاب وأهاليهم، وتجنّب الاضطرار للسفر والانتظار لساعاتٍ طويلة في ظلّ ظروفٍ اقتصادية ومعيشيةٍ صعبة.

مقالات ذات صلة