في ظل ارتفاع درجات الحرارة واقتراب فصل الصيف، تتصاعد مخاوف سكان مدينة الحسكة من كارثة بيئية وصحية محتملة، بسبب تكدّس كميات كبيرة من النفايات في الشوارع والأحياء السكنية، وسط تقاعس واضح من الجهات المعنية في إيجاد حل جذري ومستدام.
رغم استمرار عمل مؤسسة النظافة التابعة لـ ”الإدارة الذاتية”، إلا أن المدينة تبدو عاجزة عن احتواء الأزمة، ما يدفع السكان يومًا بعد يوم إلى إطلاق نداءات تطالب بإزالة النفايات ونقلها إلى المكبات المخصصة خارج المدينة، قبل أن تتحول إلى مصدر لأوبئة لا يمكن السيطرة عليها.
خلال الأشهر القليلة الماضية، اشتكى سكان الحسكة من تراجع واضح في مستوى الخدمات، وخاصة تلك المرتبطة بالنظافة العامة، وتحدثت مصادر محلية عن قرارات إدارية أثّرت سلبًا على قدرة فرق النظافة على القيام بمهامها، من بينها فصل عدد من الموظفين.
هذا الإجراء، وفقًا لتلك المصادر، حرم العديد من العائلات من مصدر دخلها الأساسي، وأدى إلى نقص في الكوادر الميدانية، ما انعكس بشكل مباشر على واقع النظافة في الشوارع والساحات العامة.
مع ارتفاع درجات الحرارة وتكاثر الحشرات، تحذر فعاليات طبية في المدينة من احتمالية تفشي أمراض معدية نتيجة تراكم النفايات قرب الأحياء السكنية ومصادر المياه.
ويقول الطبيب “س.ع”، أحد العاملين في أحد المراكز الصحية بالحسكة، إن “الوضع لم يعد يحتمل، فالمخلفات تجذب الحشرات والقوارض، وقد بدأنا نرصد بالفعل زيادة في حالات التسمم وأعراض التهابات معوية”.
وأشار إلى أن بعض مكبات القمامة تقع على بعد أمتار فقط من المدارس والمستوصفات، ما يفاقم الخطر على الفئات الأضعف مثل الأطفال وكبار السن.
في المقابل، لم يقف السكان مكتوفي الأيدي، إذ أطلقت مجموعات من الشباب مبادرات أهلية لجمع القمامة من الشوارع وتنظيف الأحياء، إمّا عبر العمل التطوعي المباشر، أو من خلال جمع تبرعات من الأهالي لتغطية أجور عمال نظافة بشكل مستقل.
أحد المشاركين في تلك المبادرات قال لـ “سوريا 24“: “نحن مضطرون لأن نتحرك بأنفسنا، لا نملك رفاهية الانتظار حتى يأتي الحل من الجهات الرسمية، ما نقوم به ليس بديلاً عن مسؤولية المؤسسات، لكنه محاولة للحدّ من التدهور”.
يطالب السكان بإعادة النظر في آلية إدارة قطاع النظافة، وتوفير الرقابة على عمل الفرق المعنية، إلى جانب دعم الكوادر الخدمية، ويؤكد الأهالي أن معالجة هذه الأزمة قبل حلول الصيف لم تعد خيارًا، بل ضرورة قصوى.