أكد مراسل سوريا 24 أن رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) يضم أكثر من 60 عربة تقل نحو 500 عنصر، غادر صباح اليوم أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، متجهاً إلى مناطق سيطرة “قسد” شرق سوريا، في خطوة تنفيذية ضمن الاتفاق المبرم بينها وبين الحكومة السورية.
ويأتي هذا التطور بعد بدء تنفيذ اتفاق شامل بين مديرية الأمن بحلب والمجلس المدني في الحيّين، والذي دخل حيّز التطبيق يوم الخميس الماضي، ويقضي بإعادة تنظيم الأوضاع الأمنية والإدارية في المنطقة، وتحويلها إلى منطقة مدنية بالكامل تتبع إداريًا لمحافظة حلب.
بدأت أولى مراحل التنفيذ يوم الخميس الماضي بإطلاق سراح أكثر من 150 معتقلاً من أصل 250 معتقلاً من الطرفين، وسط أجواء إنسانية مؤثرة شهدتها منطقة التبادل، وتهدف هذه الخطوة إلى طيّ صفحة الاعتقال، تمهيدًا لتبييض السجون بالكامل في الأيام المقبلة.
كما نص الاتفاق على انسحاب تدريجي لجميع القوات العسكرية التابعة لقسد من الأحياء المذكورة، ودخول قوات الأمن الداخلي التابعة للحكومة السورية، إلى جانب إعادة تفعيل المؤسسات المدنية، والمجالس المحلية، بالتنسيق مع محافظة حلب.
من المتوقع أن يسهم الاتفاق في فتح الطرق الرئيسية التي تربط حلب بريفها الشمالي، وتحديدًا عبر طريقي “الليرمون” و”شيحان”، ما سيعيد تنشيط الحركة التجارية ويخفف من عزلة المنطقة. كما سيتم إزالة الحواجز العسكرية داخل الأحياء، وإعادة الحياة الطبيعية للسكان.
شملت البنود أيضًا تأمين حماية الأملاك العامة والخاصة، ومنع أي عمليات استيلاء، مع السماح للمنظمات الإنسانية بالعمل بحرية في المنطقة، كما سيتم إعادة تأهيل البنية التحتية، بما يشمل إصلاح شبكات الكهرباء والمياه والطرقات.
وصفت مصادر رسمية تنفيذ الاتفاق في حلب بأنه نموذج يُحتذى به في تحقيق التوافق والعيش المشترك بين مكونات الشعب السوري، واعتبرت أن خروج قسد من الأحياء خطوة مهمة لتعزيز الاستقرار المحلي، وإعادة دمج المنطقة ضمن مؤسسات الدولة.
وبحسب مصادر “سوريا 24”، من المتوقع استكمال انسحاب بقية القوات العسكرية في الأيام القادمة، إلى جانب الإفراج عن الدفعة الثانية من المعتقلين، واستكمال دخول المؤسسات الخدمية والأمنية إلى الحيّين، ما يُعد تطورًا نوعيًا على طريق استعادة الاستقرار الكامل في مدينة حلب.