الرقة : الأجبان خارج متناول الفقراء ومربو الأغنام يبيعون القطيع

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

يشهد سوق الأجبان والألبان في مدينة الرقة ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار هذا العام، إذ تضاعفت تكلفة بعض الأنواع، وخاصة جبن الأغنام، مقارنة بالسنوات الماضية، في ظل موجة الجفاف التي تضرب المنطقة وتنعكس آثارها سلباً على المربين والمستهلكين على حد سواء.

منذ ساعات الصباح الأولى، يتوجه سكان المدينة، خصوصاً النساء وكبار السن، إلى محال بيع الأجبان بهدف شراء حاجتهم السنوية من المؤونة وتخزينها لفصل الشتاء، وسط حالة من الامتعاض والتذمر من الغلاء الكبير، ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من جبن الأغنام الجيد إلى نحو 4 دولارات، بعدما لم يكن يتجاوز 2.5 دولار في العام الماضي، ما شكّل عبئاً مالياً على الكثير من العائلات.

 تقول السيدة خنساء العيساوي (56 عاماً) لمنصة سوريا 24 : “الأسعار هذا العام مرتفعة جداً وغير معقولة. عائلتي تحتاج إلى قرابة 40 كيلوغراماً من الجبن سنوياً، ونشتريها في بداية الربيع لأن الحليب يكون طازجاً وطعم الجبن مميزاً. في السنوات السابقة، كانت مئة دولار تكفينا، أما اليوم فالتكلفة تجاوزت الضعف، وهذا أمر مرهق بالنسبة لوضعنا المادي الصعب”.

أما السيدة مريم الطه (44 عاماً)، فقد اضطرت إلى تقليص كمية المؤونة لهذا العام، قائلة: “كنت أخزن حوالي 20 كيلوغراماً من الجبن كل عام، لكنني هذا الموسم سأكتفي بنصف الكمية فقط، لأن الأسعار لم تعد تُحتمل”.

ويرى أصحاب المحال التجارية أن ارتفاع الأسعار ناتج بشكل مباشر عن موجة الجفاف، التي أثرت على إنتاج الألبان ومشتقاتها. ويوضح خليل الإبراهيم، صاحب محل لبيع الأجبان، أن “موسم الجفاف أرهق مربي الأغنام هذا العام، واضطرهم إلى دفع مبالغ باهظة لشراء الأعلاف، ما انعكس بدوره على أسعار منتجاتهم من الجبن والحليب”.

ويؤكد مربو الأغنام بدورهم أن الأزمة لا تتعلق فقط بتحقيق الأرباح، بل بتأمين الحد الأدنى من استمرارية تربية المواشي. ويقول مجد الحسن، أحد مربي الأغنام في ريف الرقة، لسوريا 24 : “لا نطمح إلى الربح هذا العام، كل ما نريده هو تأمين المصاريف والخروج من هذا الموسم بأقل الخسائر. دخل إنتاجي بالكاد يغطي ثمن إيجار المراعي وشراء الأعلاف التي تضاعف سعرها”.

ويضيف الحسن: “كنت أملك نحو 100 رأس من الغنم نهاية العام الماضي، أما اليوم فلم يتبقَ لدي سوى 60 رأساً، بعدما اضطررت إلى بيع قسم منها لتأمين العلف لبقية القطيع”.

يذكر أن مدينة الرقة تُعد من أبرز مناطق إنتاج جبن الأغنام في سوريا، وتحتل المرتبة الثانية بعد مدينة حماة، نظراً لكثرة العاملين في هذا القطاع الذي بات يواجه تحديات كبيرة هذا العام بفعل الجفاف والظروف الاقتصادية المتدهورة.

مقالات ذات صلة