الشمال السوري: فرق إزالة الألغام تواجه الموت يوميًا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

مع تزايد عودة الأهالي إلى قراهم وأراضيهم في المناطق المحررة حديثًا، تتفاقم الأخطار الناجمة عن انتشار الألغام ومخلّفات الحرب، مما شكّل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين، ويضع فرق إزالة الألغام في مواجهة مستمرة مع الموت.

وفي تصريح خاص لمنصة “سوريا 24”، قال فراس منصور، مدير فريق الاستجابة الطارئة: “خلال عمليات عودة الأهالي، سجلنا سقوط ضحايا مدنيين بشكل شبه يومي، نتيجة انفجار ألغام لم تُفكك بعد. هذه الألغام تشكّل عائقًا كبيرًا أمام الاستقرار والعودة الآمنة، ولهذا كان لا بد من استحداث مكتب متخصص بإزالتها وتفكيكها، نظرًا للحاجة الملحّة والملموسة في هذا الملف”.

وأضاف منصور أن الفرق العاملة تتعامل مع ألغام متنوعة وخطيرة، خاصة في المناطق التي كانت فاصلة بين مناطق سيطرة النظام سابقًا والمناطق المحررة، التي تمتد من ريف اللاذقية حتى ريف حلب الغربي، موضحًا أن المنطقة “ممتلئة بكميات هائلة من الألغام زُرعت بشكل متعمد لإيذاء المدنيين، سواء من قبل قوات النظام أو جهات داعمة مثل روسيا والميليشيات الإيرانية، التي استخدمت أساليب معقدة ومموهة في زراعتها”.

وأشار إلى أن الفريق يتكوّن حاليًا من 15 شابًا، يمتلكون خبرة تتجاوز 14 عامًا في هذا المجال، بينهم مهندسون مختصون في تفكيك الألغام، ويعملون يوميًا رغم محدودية الإمكانيات، مضيفًا: “حتى الآن، تمكّنا من تفكيك نحو 3900 لغم في مناطق جبل الزاوية، جبل شحشبو، وسهل الغاب، لكننا لا نعلن انتهاء العمل في أي قرية بشكل رسمي، لأن بعض الألغام تكون مزروعة بطرق لا يمكن كشفها بالأجهزة المتوفرة، وقد تتطلب معدات وتقنيات أكثر تطورًا”.

وعن المخاطر التي تواجه الفرق، أكّد منصور أن هناك أنواعًا من الألغام “يصعب التعامل معها بسبب تعقيد تصميمها”، موضحًا أن طريقة زراعتها تهدف بالدرجة الأولى إلى إصابة من يحاول تفكيكها. ولفت إلى أن ثلاث إصابات سُجّلت في صفوف الفريق حتى الآن، بعضها بسبب ألغام شديدة التحايل والتعقيد.

وختم بالقول: “رغم كل التحديات، فإننا مستمرون في عملنا لتأمين عودة آمنة لأهلنا، ولن نتوقف حتى تصبح هذه المناطق خالية تمامًا من الخطر”.

تُعدّ الألغام من أبرز التهديدات التي تواجه المدنيين في شمال غربي سوريا، وذكر الدفاع المدني السوري أنها أحد أكبر التهديدات على حياة السكان، إذ تمكّنت الفرق منذ بداية عملها حتى الآن من إزالة أكثر من 28 ألف ذخيرة غير منفجرة من مخلّفات الحرب، منها أكثر من 23 ألف قنبلة عنقودية.

مقالات ذات صلة