دير الزور: غياب الإنارة يفاقم المخاوف الأمنية في حي الحميدية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

يعيش سكان حي الحميدية، أحد أقدم أحياء مدينة دير الزور، معاناة يومية بسبب انعدام الإنارة في شوارعه ليلًا، الأمر الذي يُسبب صعوبات كبيرة لهم، خاصة بعد عودتهم تدريجيًّا إلى منازلهم عقب تحرير الحي من سيطرة النظام السابق والميليشيات التابعة له.

يعود تاريخ إنشاء الحي إلى عام 1893، في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ويقع جنوب شرق مركز المدينة، محاطًا بشارع التكايا من الشمال، حي العمال من الجنوب، حي المطار القديم (شارع الهجانة) من الشرق، وشارع الحديقة المركزية من الغرب. ويحتوي الحي على العديد من المعالم الدينية والثقافية والاجتماعية.

انعدام الإنارة يعيد الخوف إلى ليالي الحي

ورغم عودة الحياة تدريجيًّا إلى الحي، فإن غياب الإنارة جعل من التنقل في ساعات الليل أمرًا محفوفًا بالمخاطر، في ظل تزايد حالات السرقة و”التشليح”.

يقول محمد غسان البدران، من سكان الحي، لـ”سوريا 24”، إن الشوارع تغرق في الظلام بعد غروب الشمس، ما يجبر السكان على البقاء داخل منازلهم، موضحًا أنّ “غياب الإنارة فتح المجال أمام ضعاف النفوس لارتكاب أعمال سرقة وتشليح، مستغلين الوضع الأمني الهش”.

الميليشيات تواصل تحركاتها في الظل

في الوقت نفسه، تُشير شهادات الأهالي إلى أن المشكلة لا تقتصر على نقص الخدمات، بل تمتد لتشمل تهديدات أمنية ناتجة عن تحركات بعض المجموعات المسلحة.

وقد أكّدته صبحية المرعي الخلفان، من سكان الحي، لـ”سوريا 24”، مشيرة إلى أنّ عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السابق لا يزالون يحاولون زعزعة الاستقرار في المنطقة.

ونوّهت إلى أن الظلام الليلي يُستخدم كغطاء لعمليات سلب ونهب ينفذها هؤلاء، مطالبة بـ”تشكيل دوريات أمنية ليلية من قِبل جهاز الأمن العام، كخطوة إسعافية لحماية السكان حتى يتم تركيب شبكة إنارة مناسبة”.

دعوات لتدخل فوري من الجهات المعنية

في ظل هذا الواقع، يُجمع سكان الحي على ضرورة تحرك الجهات المعنية بشكل عاجل لإنهاء معاناتهم المستمرة، ويناشدون الجهات الحكومية عبر منصة سوريا 24 بضرورة “تأمين الإنارة أمر أساسي لاستعادة الأمن وتمكينهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي”، مطالبين بوضع الحي ضمن أولويات إعادة الإعمار الخدمية في المدينة.

أسباب غياب الخدمات… والدمار لا يزال عائقًا

بحسب مسؤولين محليين تحدثوا لـ”سوريا 24”، فإنّ حي الحميدية يُعد من أكثر المناطق تضررًا خلال سنوات الحرب، نتيجة القصف المكثف والمعارك التي شهدتها المدينة.

وأوضح مصدر في مجلس دير الزور المحلي أن نسبة الدمار في شبكات الكهرباء والإنارة العامة في الحي تتجاوز 75%، وأن الإمكانيات المتوفرة حاليًّا لا تغطي كل الأحياء المتضررة.

وأشار المصدر إلى أن أولويات العمل تتركز حاليًّا على إعادة تأهيل المدارس، والطرق، والمراكز الصحية، بينما تأتي خدمات الإنارة في مراحل لاحقة، تبعًا للقدرات التشغيلية والدعم اللوجستي المتاح.

واقع دير الزور يختصر معاناة حي الحميدية

تُجسّد معاناة حي الحميدية جزءًا من واقع أشمل تعيشه محافظة دير الزور، التي تعاني من تدهور حاد في مختلف القطاعات الخدمية. ويُعد انقطاع الكهرباء، وسوء جودة المياه، وارتفاع أسعار الخبز من أبرز التحديات اليومية للسكان، في ظل استجابة إنسانية محدودة وموارد متواضعة، بحسب مسؤولين محليين.

ويُضاف إلى ذلك النقص الكبير في الكوادر الطبية والمرافق الصحية، ودمار واسع في المدارس والبنى التحتية، إلى جانب ارتفاع أسعار المحروقات والغاز، ما يثقل كاهل الأهالي، ويحدّ من قدرتهم على الصمود.

ورغم محاولات الإدارة المحلية تنفيذ مشاريع خدمية وتحسين الخدمات تدريجيًّا، فإن حجم الدمار والإهمال السابق، إلى جانب عزلة المحافظة عن مراكز القرار والدعم، ما يزال يُشكّل تحديًا حقيقيًا أمام استعادة الحياة الطبيعية في المدينة وأحيائها المحررة.

مقالات ذات صلة