أكّد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي أن النظام السوري الحالي يمثّل تحسّنًا ملحوظًا مقارنةً بالسابق، معربًا عن تفاؤله بما وصفه بـ”الوعود الواضحة” التي قدّمها المسؤولون السوريون بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للبنان.
وقال رجي في تصريحات لصحيفة *الشرق الأوسط*، حول الزيارة الرسمية المرتقبة التي يقوم بها رئيس الوزراء اللبناني إلى سوريا الأسبوع المقبل: “منذ الاستقلال، لم يعترف أي نظام سوري بشكل واضح بالدولة اللبنانية ككيان مستقل وسيادة أراضيها كما نشهد الآن”.
وأشار الوزير إلى أن الملفات العالقة بين البلدين ستكون على طاولة النقاش، وعلى رأسها ملف النزوح السوري الذي يعتبره لبنان أولوية قصوى.
وأوضح رجي أن استمرار تواجد النازحين السوريين في لبنان أصبح يشكّل “تهديدًا وجوديًّا”، لافتًا إلى أن هذا الموضوع سيُطرح مع الرئيس السوري أحمد الشرع خلال اللقاء المرتقب.
وقال رجي: “ندعو المجتمع الدولي إلى اعتماد مقاربة جديدة تتمثّل في تقديم المساعدات للنازحين عند عودتهم إلى سوريا بدلًا من إبقائهم في لبنان”.
وشدّد رجي على أهمية بدء عملية إعادة الإعمار في سوريا لتشجيع النازحين على العودة، معتبرًا أن رفع العقوبات عنها تدريجيًّا سيسهم في تحقيق هذا الهدف.
وأضاف: “الحياة عادت إلى طبيعتها في العديد من المناطق السورية، وبالتالي يجب انطلاق قوافل العودة اليوم قبل الغد”.
وفي السياق ذاته، أعلن رجي أن البحث سيمتد ليشمل ملف الحدود الشرقية وملف المفقودين اللبنانيين في سوريا.
وأشار إلى أن الهدف هو الوصول إلى توضيح كامل حول مصير هؤلاء المفقودين، قائلًا: “نريد أن نعرف كيف قُتلوا وأين هم كي ترتاح عائلاتهم وتستطيع أن تعيش حزنها”. وأكّد أن الجهود تتجه نحو إقفال هذا الملف نهائيًّا.
وبالتزامن مع هذه التطورات، يبدو أن العلاقات اللبنانية-السورية تسير نحو تحسّن ملموس، خصوصًا مع تعهّد الجانب السوري باحترام السيادة اللبنانية والعمل المشترك على حلحلة القضايا العالقة.