نائب وزير الخارجية التركي: السوريون متفائلون بمستقبل بلادهم

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أكد نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماز، أن سوريا تشهد اليوم مرحلة جديدة من الأمل بعد 14 عامًا من التحديات، حيث أظهرت قدرتها على الدفاع عن ذاتها وسط ظروف معقدة.

وأشار يلماز خلال جلسة شارك بها في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، إلى أن 70 بالمئة من الشعب السوري يحملون نظرة متفائلة تجاه مستقبل بلادهم، بينما ينظر 80 بالمئة منهم بإيجابية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، حسب وسائل إعلام تركية.

وأكد يلماز أن تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا يتطلب إنهاء الاحتلال الدائم للأراضي السورية ومنع سياسات التوسع التي تتبعها إسرائيل، والتي تهدد الشرعية السياسية وتؤجج الفوضى في المنطقة.

وفي سياق آخر، كشف يلماز عن عقد اجتماع فني بين الوفدين التركي والإسرائيلي في أذربيجان ضمن إطار “آلية خفض التصعيد”، مشيرًا إلى أن الاجتماع ليس دبلوماسيًا أو سياسيًا، بل يهدف إلى ضمان التواصل ومنع حدوث أي صراعات محتملة في المجال الجوي السوري.

وأوضح أن مثل هذه الآليات معروفة جيدًا لدى العاملين في القطاعين العسكري والأمني، مشيرًا إلى أن تركيا كانت قد طبّقت آليات مماثلة سابقًا مع روسيا في سوريا ومع الولايات المتحدة في لبنان.

وأضاف أن وزير الخارجية التركي كان قد أكد بوضوح أن تحسين العلاقات أو التطبيع مع إسرائيل يتطلب وقف الإبادة الجماعية في غزة وإنهاء إطلاق النار.

وقال: “حتى يتم تحقيق هذا المستوى من التطبيع، لا يمكن الحديث عن علاقات أفضل مع إسرائيل”، مؤكدًا أن الأولوية تبقى لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

وانتقد يلماز السياسة الإسرائيلية في سوريا، معتبرًا أنها تتبع استراتيجية توسعية تهدف إلى إضفاء الشرعية بأثر رجعي على وجودها في الأراضي السورية عبر استغلال الفوضى.

وذكر أن إسرائيل تستهدف مراكز الأمن في المنطقة بهدف إضعاف الاستقرار، مما قد يؤدي إلى تنشيط خلايا إرهابية نائمة مثل داعش، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا للإدارة السورية.

وشدد على أن إسرائيل تعمل كـ”عامل زعزعة استقرار استراتيجي” في المنطقة، مستفيدة من حالة الانقسام وعدم الاستقرار.

واعتبر أن تركيا تعمل على تعزيز التعاون الإقليمي من خلال التنسيق مع العراق وسوريا ولبنان والأردن لتشكيل مركز عملياتي مشترك يهدف إلى حل المشاكل الأمنية في المنطقة.

وفيما يتعلق بدور تركيا في تحقيق الأمن والتنمية في سوريا، أشار يلماز إلى أن قضية الأمن تُعدّ أحد المحاور الرئيسية التي تؤثر على شرعية البلاد، مؤكدًا أن سوريا تحتاج إلى الدعم الدولي لبناء قدراتها على التعامل مع التحديات الأمنية بنفسها.

وأعرب عن أمله في أن تتوقف سياسة التوسع الإسرائيلية، معربًا عن التزام تركيا بالتواصل مع جميع الأطراف المعنية لضمان الأمن ومنع المزيد من التوترات في المنطقة.

وفي ختام تصريحاته، أكد يلماز أن الحكومة السورية تتعامل مع مطالب المجتمع الدولي باعتدال، معربًا عن أمله في أن تساهم الجهود الإقليمية والدولية في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا والشرق الأوسط بشكل عام.

وانطلقت أمس الجمعة، فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي بمشاركة واسعة من قادة وزعماء العالم، ومن بينهم الرئيس السوري أحمد الشرع وعقيلته.

ويجمع المنتدى هذا العام شخصيات بارزة من حوالي 140 دولة ومنظمات دولية، في تظاهرة دبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار العالمي حول القضايا الإقليمية والدولية.

ويستقطب المنتدى نحو 450 ممثلًا رفيع المستوى، بما في ذلك أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة، ورئيسا برلمان، و74 وزير خارجية، و23 نائب وزير، بالإضافة إلى 11 نائبًا برلمانيًا، وفق ما أفاد المنظمون.

كما شهد المنتدى افتتاحًا رسميًا بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

وتبرز مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع كإحدى أبرز النقاط البارزة في المنتدى، حيث يُتوقع أن تسهم في إثراء النقاشات المتعلقة بمستقبل سوريا ودورها على الساحة الإقليمية والدولية. وفي هذا السياق، أعلن المنظمون عن تخصيص جلسة خاصة لبحث الملف السوري، بمشاركة عربية وتركية ودولية، بهدف بلورة رؤى مشتركة حول التحديات والفرص المرتبطة بالوضع السوري.

مقالات ذات صلة