إدلب: افتتاح أول مركز صحي في معرة حرمة لتلبية احتياجات العائدين

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

افتُتح أمس السبت أول مركز صحي في بلدة معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، في خطوة حيوية نحو تحسين الواقع الصحي في البلدة والقرى المجاورة، التي تعاني من غياب طويل للخدمات الطبية، خاصة بعد سنوات من التهجير والدمار الذي خلّفته الحرب.

يُعدّ المركز ثمرة تعاون بين جمعية الإخاء الخيرية، واللجنة المجتمعية، والمجلس المحلي في البلدة، الذين ساهموا في ترميم المبنى وتجهيزه بالخدمات الطبية الأولية، بالاعتماد على كوادر تطوعية في المرحلة الحالية، لتأمين الحد الأدنى من الرعاية الصحية لسكان المنطقة.

وفي حديث خاص لمنصة سوريا 24، قال الممرض قسوم خليل، أحد المشرفين على المركز: “بعد سنوات من التهجير القسري الذي تعرّضت له معرة حرمة والقرى المجاورة، ومع تزايد أعداد العائدين إلى البلدة التي يتجاوز عدد سكانها اليوم 2500 نسمة، أصبحت الحاجة إلى مركز صحي أمرًا ضروريًا لا يحتمل التأجيل، خاصة أن أقرب مستشفى يبعد أكثر من 50 كم”.

وأكّد أن المركز سيخدم نحو 400 عائلة داخل البلدة، إضافة إلى سكان سبع قرى مجاورة، يتراوح عدد سكان كل منها بين 100 و150 عائلة، موضحًا أن “غياب الخدمات الطبية في السابق أدى إلى وقوع حالات وفاة وحالات إسعافية حرجة، لم يكن من الممكن التعامل معها سريعًا”.

دور الجمعية في إعادة الحياة للبلدة

من جهته، أوضح معتز ريا، عضو جمعية الإخاء الخيرية، في تصريح خاص لمنصة سوريا 24 أن المشروع جاء استجابةً لنداءات متكررة من الأهالي في المنطقة، مضيفًا: “ساهمنا في الجمعية شراكةً فاعلة مع اللجنة المجتمعية والمجلس المحلي في أعمال الترميم والتجهيز، وتوفير الدعم الطبي الأساسي لتشغيل المركز. وقد تم تأمين معدات طبية أولية وأدوية ضرورية لحالات الإسعاف، والعمل جارٍ على دعم المركز بشكل دوري لضمان استمراريته”.

وأشار ريا إلى أن الجمعية وضعت في أولوياتها الوصول إلى المناطق التي تعاني من ضعف في البنية التحتية الطبية، لافتًا إلى أن معرة حرمة والمناطق المحيطة بها تُعد من أكثر المناطق حاجة، خصوصًا مع وجود عدد من القرى التي لا تحتوي على أي نقطة طبية، وقال:
من المؤلم أن نُسجّل في وقت سابق حالتي وفاة وعدة حالات إسعاف لم تجد مكانًا قريبًا لتلقي العلاج، وهذا ما دفعنا كجمعية للتحرك بسرعة لإطلاق هذا المركز.

مركز من أجل الحياة

عبّرت أم زيد الطويل، وهي إحدى نساء البلدة العائدات حديثًا إلى منزلها، عن أهمية المركز قائلة: “المركز الصحي في معرة حرمة هو خطوة أولى بعد التحرير، خصوصًا أن البلدة ظلّت لسنوات دون أي نقطة طبية قريبة. وجود المركز الآن يعني أن أطفالنا ونساءنا وكبار السن باتوا يملكون أملاً في علاج قريب، دون الحاجة إلى قطع عشرات الكيلومترات”.

وأضافت في حديثها إلى منصة سوريا 24: “كل الشكر لمن ساهم في هذا الإنجاز، الذي يُجسّد فعلاً شعارنا (نتكاتف لأجلكم)”.

يأتي افتتاح المركز الصحي في معرة حرمة ضمن جهود متواصلة لتحسين الخدمات الأساسية في المناطق المحررة، خصوصًا تلك التي شهدت نزوحًا كبيرًا وتدميرًا للبنية التحتية. ويأمل الأهالي أن تكون هذه الخطوة بداية لتوسيع الخدمات الطبية، وتطوير المركز ليشمل اختصاصات ومعدات أكثر، بما يلبّي الاحتياجات المتزايدة للسكان في ظل التحديات الإنسانية الصعبة.

مقالات ذات صلة