أعلنت قيادة “اللواء الثامن” في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي حل التشكيل بشكل نهائي، وتسليم كافة مقاره ومعداته وموارده البشرية إلى وزارة الدفاع في الجمهورية العربية السورية، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى تعزيز الاستقرار والوحدة الوطنية.
وجاء في بيان مصور صادر عن القيادة، أنه تم تكليف النقيب محمد القادري بالإشراف على عملية تسليم المقرات والمعدات بشكل منظم، بالتنسيق المباشر مع الجهات المعنية. وأكد البيان أن هذه الخطوة تأتي انطلاقًا من “الحرص على دعم سيادة الدولة وتعزيز الأمن في الجنوب السوري”.
وفي سياق تنفيذ الاتفاق، بثّت مساجد بصرى الشام ومحيطها عبر مكبرات الصوت دعوات تطالب عناصر اللواء والمدنيين بتسليم ما بحوزتهم من أسلحة إلى قوات الأمن العام، في إطار خطة أمنية شاملة لتجريد المنطقة من السلاح غير المرخص.
كما تم تحويل 14 موقوفًا من سجون المدينة إلى مراكز أمنية رسمية في محافظة درعا، من بينهم أربعة متهمين بقضايا أمنية، وعشرة بقضايا جنائية.
ومن المتوقع أن تشمل عملية التسليم أيضًا الحواجز العسكرية، والمخازن، والآليات، مع دمج عناصر اللواء ضمن كوادر وزارة الدفاع.
تأتي هذه التطورات بعد أيام من التوتر الذي أعقب مقتل الشاب بلال المصاطفة المقداد، المعروف بلقب “بلال الدروبي”، في حادثة أثارت غضبًا شعبيًا واسعًا داخل المدينة، وأوضحت مصادر من درعا لسوريا ٢٤ أن تدخل وجهاء حوران أسفر عن اتفاق على تسليم المتهمين بقتل الدروبي، وانتشار الأمن العام التابع للحكومة السورية في مدينة بصرى الشام.
اللواء الثامن هو تشكيل عسكري محلي في محافظة درعا جنوب سوريا، تشكّل عام 2018 بعد اتفاق التسوية برعاية روسية، ويتبع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا. قاده أحمد العودة، ويضم مقاتلين سابقين من فصيل “شباب السنة”. تولى مهام أمنية في بصرى الشام ومحيطها.
ويُنظر إلى قرار حل اللواء الثامن كخطوة مفصلية في إعادة ترتيب المشهد الأمني في الجنوب السوري، في ظل التحولات السياسية والعسكرية التي تشهدها البلاد عقب سقوط النظام السابق.
