اختتم الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة رسمية ناجحة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث استقبله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في قصر الشاطئ بأبوظبي.
وتأتي هذه الزيارة بعد أشهر قليلة من تولي الرئيس الشرع مهام الرئاسة في سوريا، وهي الأولى له في الإمارات منذ ذلك الحين.
استقبال رسمي ودعم إماراتي لسوريا
وأمس الأحد، وصل الشرع والوفد المرافق له إلى مطار البطين في أبوظبي، حيث كان في استقباله الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء مع الرئيس السوري دعم الإمارات لكل ما يحقق تطلعات الشعب السوري نحو الاستقرار والتنمية.
كما جدد موقف بلاده الثابت تجاه دعم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، مشدداً على أن استقرار سوريا يمثل مصلحة للمنطقة بأسرها.
وأشارت وكالة أنباء الإمارات “وام” إلى أن الشيخ محمد بن زايد أكد أن الإمارات “لن تدّخر جهداً في تقديم كل ما تستطيع من دعم إلى سوريا وشعبها الشقيق خلال الفترة المقبلة”، مما يعكس عمق العلاقة الأخوية بين البلدين.
إنجازات عظيمة في مختلف المجالات
من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الزيارة حققت إنجازات كبيرة وصفها بـ”العظيمة”، خاصة في مجالات الاستثمار، واستئناف حركة الطيران، وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات.
وقال الشيباني في تغريدة على منصة “إكس”: “بجهود فخامة الرئيس أحمد الشرع، تحقّقت اليوم إنجازات عظيمة في دولة الإمارات”.
وكانت الزيارة قد شهدت لقاءات مكثفة بين الجانبين، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
لقاء مع رجال الأعمال السوريين
في إطار الزيارة، التقى الرئيس الشرع والشيباني بعدد من رجال الأعمال السوريين المقيمين في الإمارات.
وأكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الدكتور أنور قرقاش أن اللقاء مع الرئيس الشرع كان ناجحاً بكل المقاييس، مشيراً إلى أنه لمس حرص رئيس الدولة على دعم مسار بناء الدولة الحديثة في سوريا.
وقال قرقاش: “نرى في سوريا المزدهرة والمستقرة ركيزة ضرورية لمستقبل المنطقة”، مؤكداً أن الإمارات تحتضن جالية سورية مميزة تسهم بشكل كبير في الاقتصاد الإماراتي.
من جهته، قال رجل الأعمال السوري يحيى القضماني في منشور على حسابه في فيسبوك: “أعتقد أن السيد الرئيس أحمد الشرع قام بالأمس بأهم زيارة له منذ توليه مهام القيادة؛ لأن دولة الإمارات العربية المتحدة هي اللاعب الرئيسي في دعم الاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة، ويمكن أن تساهم في إعادة بناء سوريا بشكل فعال وقوي ومخلص”.
من جانبه، قال المعارض السوري “أيمن عبد النور”، رئيس جمعية “سوريون مسيحيون من أجل السلام” في منشور على حسابه في فيسبوك: “كان للحديث عن الاقتصاد والتحديات الجزء الأكبر من النقاش، نخرج من هذا اللقاء ونحن أكثر اطمئنانًا وثقة بأن سوريا تسير في الاتجاه الصحيح، وأن التنسيق العربي الجاد بدأ يُثمر عن نتائج حقيقية”.
وحضر الاجتماع عدد من الشخصيات البارزة من أعضاء المنتدى السوري في الإمارات، ومن بينهم: عماد غريواتي، محمود الذرعاوي، عمر الحصري، أمجد الشالاتي، عمر الحلاق، أكرم مؤذن، وبلال دالاتي.
رسالة شكر وعرفان
وفي ختام زيارته، وجّه الرئيس أحمد الشرع رسالة شكر وعرفان إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عبّر فيها عن امتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والمشاعر الأخوية الصادقة التي أحاطته بها القيادة الإماراتية.
وقال الشرع في رسالته: “أعبر عن بالغ تقديري لما لمسته من حرص كبير على تعزيز علاقاتنا وتطويرها في مختلف المجالات”.
وأضاف: “أدعو الله أن يديم على دولة الإمارات، قيادة وشعباً، نعمة الأمن والأمان والتوفيق، وأن تواصل مسيرتها نحو مزيد من الازدهار والتقدم”.
وأظهرت الزيارة التزام البلدين بتعزيز الروابط الأخوية وبناء شراكات استراتيجية تعود بالنفع على كلا الشعبين. وأكد الجانبان خلال اللقاءات أهمية العمل المشترك لتجاوز تحديات المرحلة الانتقالية في سوريا، وتحقيق التنمية المستدامة التي تلبي طموحات الشعب السوري.
