تحذير طبي: تفاقم أزمة أدوية السرطان في سوريا ينذر بكارثة

Facebook
WhatsApp
Telegram

حذّر الدكتور كرم ججي، رئيس دائرة التحكم بالسرطان في وزارة الصحة السورية، من كارثة إنسانية بسبب نقص حاد في أدوية السرطان، حيث لا يتوفر سوى 20% من الاحتياجات.

وأشار ججي في حديث لمنصة سوريا ٢٤ إلى تسجيل 17,500 حالة جديدة سنويًا، بينها 1,500 لأطفال، محذرًا من تفاقم المعاناة دون تحرك عاجل.

وفي ظل الظروف الإنسانية والصحية المتردية التي تعيشها سوريا، يتصاعد قلق مرضى السرطان من النقص الحاد في توافر الأدوية الخاصة بعلاجهم.

وقد أصبح هذا النقص، الذي بلغ ذروته مؤخرًا، يهدد حياة آلاف المرضى الذين يعتمدون على هذه الأدوية لمواصلة حياتهم، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

الأزمة الحالية: نقص الأدوية بنسبة 80%

وفي أواخر شهر آذار/مارس الماضي، أطلقت وزارة الصحة السورية نداء استغاثة عاجلًا خلال مؤتمر صحفي بعنوان: “نداء إنساني عاجل: أزمة حادة في توافر أدوية السرطان في سوريا وتأثيرها على مرضى الأورام”.

وأكد مدير التخطيط والتعاون الدولي في الوزارة، الدكتور زهير قراط، حينها أن نقص الأدوية السرطانية يمثل تحديًا صحيًا وإنسانيًا غير مسبوق، حيث لا يتوفر حاليًا سوى حوالي 20% من الأدوية المطلوبة. هذا النقص يؤثر بشكل كارثي في حياة آلاف المرضى وعائلاتهم، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا وهشاشة.

وأوضح الدكتور كرم ججي أن الوضع الحالي ينذر بقرب حدوث كارثة إنسانية، إذ إن نقص الأدوية قد يؤدي إلى تفاقم حالات المرضى، مما يجعل من الصعب السيطرة على المرض أو حتى توفير الرعاية اللازمة لهم.

واقع مرضى السرطان في سوريا

ووفقًا لإحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة السورية التابعة للنظام، يبلغ عدد مرضى السرطان البالغين في مناطق سيطرة النظام حوالي 14 ألف مريض.

أما في شمال غربي سوريا، حيث كانت المنطقة خاضعة لسيطرة المعارضة، فقد سجلت مديرية الصحة في إدلب نحو 6,000 مريض بالسرطان، منهم حوالي 3,100 في منطقة إدلب وحدها.

ولا يشمل هذا الرقم الحالات الجديدة التي يتم تسجيلها سنويًا، حيث يُقدَّر أن هناك حوالي 17,500 حالة جديدة سنويًا، من بينها 1,500 حالة لأورام الأطفال، وفق ما أشار إليه الدكتور كرم ججي، رئيس دائرة التحكم بالسرطان في وزارة الصحة السورية، في حديثه لمنصة سوريا.

خطة وزارة الصحة لمواجهة الأزمة

وفي محاولة للتخفيف من حدة الأزمة، تعمل وزارة الصحة السورية على عدة محاور استراتيجية تهدف إلى تأمين الأدوية الضرورية وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لمرضى السرطان.

ومن أبرز هذه المحاور، حسب ججي:

تأمين الأدوية عبر المناقصات والشراء المباشر: تعمل الوزارة على تأمين الأدوية من خلال إجراء مناقصات دولية وعمليات شراء مباشرة من الشركات المنتجة. ومع ذلك، فإن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، والتي تؤثر في قدرة الوزارة على استيراد الأدوية.

تسهيل إنشاء معامل وطنية لإنتاج الأدوية: حاليًا، يوجد في سوريا معمل واحد فقط لإنتاج أدوية السرطان، وهو “كيور فارما”، الذي ينتج ثمانية أصناف فقط من الأدوية. وتعمل الوزارة على تطوير خطة إنتاجية تهدف إلى زيادة عدد الأصناف المنتجة محليًا وتوفير بدائل محلية للأدوية المستوردة.

مخاطبة المنظمات الدولية والأهلية: أطلقت الوزارة نداءً إنسانيًا عاجلًا وجهته إلى كافة المنظمات الدولية والمحلية، بما فيها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، لطلب المساعدة في توفير الأدوية اللازمة. كما تم التواصل مع المنظمات غير الحكومية العاملة في سوريا لتأمين الدعم المادي والتقني.

التعاون مع الجهات المانحة: أكدت الوزارة استعدادها للتعاون مع أي جهة تسعى إلى تأمين الأدوية، سواء كانت دولية أو محلية، ضمن شروط صحية تضمن جودة الأدوية وسلامتها.

تحديات ومخاوف مستقبلية

ورغم الجهود المبذولة، فإن التحديات التي تواجه وزارة الصحة لا تزال كبيرة. فبالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية التي تعيق استيراد الأدوية، تعاني البلاد من ضعف البنية التحتية الصحية ونقص التمويل اللازم لتطوير القطاع الصحي.

وفي ظل نقص الأدوية، الذي بلغ نسبة 80%، يتخوف الخبراء من أن يستمر الوضع في التدهور، مما قد يؤدي إلى فقدان الآلاف من المرضى حياتهم.

كما أن غياب الأدوية المجانية يضع عبئًا كبيرًا على المرضى وأسرهم، خاصةً على أولئك الذين يحتاجون إلى جرعات طويلة الأمد تفوق أثمانها قدراتهم المادية.

يُذكر أنه في ختام المؤتمر الصحفي، دعت وزارة الصحة كافة الجهات المعنية إلى التحرك الفوري لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية، وأكدت أن الوقت ليس في صالح المرضى، وأن كل يوم يمر دون توفير الأدوية يعني فقدان المزيد من الأرواح.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، يبقى مرضى السرطان في سوريا ينتظرون بصبر وأمل أن تترجم هذه الخطط إلى أفعال ملموسة تنقذ حياتهم، ويظل المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمدى التزامه بمبادئ الإنسانية والتضامن مع الشعوب المتأثرة بالأزمات.

مقالات ذات صلة