أعزاز: الجفاف والحشرات يقضيان على موسم زراعة الفول

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

شهد موسم زراعة الفول هذا العام في ريف حلب الشمالي كارثة زراعية غير مسبوقة، حيث تعرضت المحاصيل لخسائر كبيرة بلغت نسبتها حوالي 70% بسبب عوامل متعددة، أبرزها الجفاف وقلة الأمطار والحشرات التي غزت المزروعات وأتلفتها بالكامل تقريبًا.

وبدأ موسم الزراعة لهذا العام بآمال كبيرة لدى المزارعين، خاصة بعد استيرادهم بذورًا جديدة من مصر بتكلفة مرتفعة وصلت إلى 3-4 آلاف دولار لكل 50 كيلوغرامًا من البذور.

ومع ذلك، لم تكن الأجواء المناخية مواتية، إذ شهدت المنطقة جفافًا حادًا وشحًا في هطول الأمطار، مما أثر سلبًا على نمو النباتات وتسبب في ضعف الإنتاجية منذ البداية.

وفي هذا الصدد، قال المزارع ياسر غزال، المنحدر من قرية بريشة في منطقة أعزاز في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “زرعنا الفول هذا العام كما اعتدنا في السنوات السابقة، لكن الظروف كانت مختلفة تمامًا، الجفاف كان السبب الأول لضعف المحصول، ولم يكن لدينا ما يكفي من المياه للري”.

وأضاف: “أجهدتنا الآبار المحلية، ولم تعد تضخ المياه بشكل كافٍ، واضطررنا إلى جر المياه من مسافات بعيدة، ووصلنا إلى مرحلة أصبح فيها تشغيل مضخات المياه يتطلب تشغيل محركات إضافية لتأمين المياه اللازمة”.

ولم تتوقف الكارثة عند الجفاف فقط، بل ظهرت مشكلة أخرى تمثلت في الحشرات التي غزت المحاصيل الزراعية، والتي لم يسبق للمزارعين التعامل معها، حيث أثبتت مقاومتها لمختلف أنواع المبيدات الحشرية: “استخدمنا عدة أنواع من المبيدات والمقويات والأسمدة، لكن لم نستفد شيئًا. الحشرات كانت أقوى من كل ما جربناه. لقد أكلت الفول مع الأوراق وحتى السيقان”، حسب غزال.

وفقًا للمزارعين، فإن نسبة الإتلاف الناجم عن الحشرات تجاوزت 70% من المحصول، ما يعني أن الموسم بأكمله قد دُمِّر :الخسائر كارثية، إذ تمت زراعة 50 دونمًا (أو أكثر) من الفول بكلفة عالية، لكن العائد كان ضئيلًا جدًا أو معدومًا”.

ويؤكد المزارعون أنهم يواجهون هذه المصاعب وحدهم، دون أي دعم من الحكومة أو الجهات المعنية: “نحن نعاني من صعوبات كبيرة، ونطالب وزارة الزراعة بدعم حقيقي، سواء من خلال توفير مبيدات فعالة أو تسهيلات مالية لتخفيف الأعباء علينا، وفي الدول المجاورة، يحصل الفلاحون على قروض وتسهيلات تمكنهم من الاستمرار، لكن هنا لا أحد يسأل عنا ولا أحد يعوضنا عن خسائرنا”.

ويشير المزارعون إلى أن تكلفة الإنتاج أصبحت باهظة جدًا، خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود ومستلزمات الزراعة: “برميل المازوت يصل سعره إلى 190 دولارًا، والصماد (معدات الزراعة) يكلفنا حوالي 1500 دولار. كيف يمكننا الاستمرار في ظل هذه الظروف؟”.

وفي ظل هذه الأزمة، يطلق المزارعون نداء استغاثة للجهات الحكومية ومنظمات الإغاثة الدولية، طالبين تقديم المساعدات اللازمة لإنقاذ القطاع الزراعي: “إذا استمر الوضع على ما هو عليه، لن يتمكن أي مزارع من الاستمرار. نحن نواجه خسارة تلو الأخرى، ولا أحد يقف بجانبنا”.

ومع استمرار هذه التحديات، يبدو مستقبل الزراعة في ريف حلب الشمالي مظلمًا، فالموسم الحالي ليس مجرد خسارة مادية، بل هو ضربة قاسية لمعيشة المزارعين الذين يعتمدون كليًا على الزراعة كمصدر دخل رئيسي، وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، فإن المنطقة قد تواجه نقصًا في الغذاء وزيادة في معدلات البطالة بين صفوف المزارعين.

مقالات ذات صلة