عاد معمل إسمنت حماة للعمل من جديد بعد فترة توقّف دامت لأكثر من ثلاثة أشهر، بسبب أعمال الصيانة الشاملة التي خضع لها فرن الإنتاج الرئيسي.
ويُعدّ المعمل، الذي يُعتبر أحد أهم المنشآت الصناعية الاستراتيجية في البلاد، ركيزةً أساسيةً لدعم قطاع الإنشاءات وتأمين مادة الإسمنت اللازمة لمشاريع إعادة الإعمار.
وقد بدأت أعمال العمرة والصيانة الفنية بتاريخ 26 آذار/مارس الماضي، حيث تم استبدال القطع المتهالكة بأخرى أصلية مستوردة من المصنع الأم، للحفاظ على الطاقة الإنتاجية الكاملة للخط الثالث.
وأوضح المهندس عمار الشيخ، المسؤول في معمل إسمنت حماة، في حديثٍ لمنصة سوريا ٢٤، أن هذه الخطوة جاءت بعد انتهاء العمر التشغيلي للفرن، مشيراً إلى أن المعمل يعتمد تقنيات متقدّمة تضمن إنتاج ما يصل إلى 3300 طن من الكلنكر يومياً عند تشغيله بالكامل.
وأضاف الشيخ أن حوامل الطاقة (مثل الفيول والطاقة الكهربائية) تشكّل نحو 75% من كلفة التصنيع، مؤكداً أن الحكومة السورية تعمل على تأمينها بشكل جيد لتلبية احتياجات المعمل. ومع ذلك، لا تزال العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تشكّل تحديًا كبيرًا في تأمين قطع الغيار اللازمة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وعلى الرغم من التحديات، أكّد الشيخ أن المعمل يمتلك مخبراً فيزيائيًا وكيميائيًا متقدّمًا يراقب الإنتاج على مدار الساعة لضمان الجودة. حيث تُؤخذ عينات من الإنتاج كل ساعة لتحليلها، مما يجعل المنتج النهائي ضمن المواصفات السورية المعتمدة ويُصنَّف كأجود أنواع الإسمنت في السوق المحلية.
وفي إطار الجهود المبذولة لتحسين القدرة التنافسية للمنتج، تم تخفيض سعر طن الإسمنت إلى 100 دولار أمريكي، وهو ما يعكس التزام المعمل بتوفير المادة الأساسية للسوق المحلية بأسعار مناسبة، حسب الشيخ.
ومع عودة العمل تدريجياً، يسعى المعمل إلى تلبية الاحتياجات المتزايدة في السوق المحلية، خاصةً مع تزايد الطلب على الإسمنت في الأيام القادمة نتيجة المشاريع العمرانية الجديدة.
وبينما عادت مطاحن الإسمنت وخطوط التعبئة للعمل، من المتوقع أن يدخل الفرن الرئيسي الخدمة قريبًا ليزيد من الطاقة الإنتاجية.
يُعدّ معمل إسمنت حماة، الذي تم إنشاؤه عام 2007 باستخدام أحدث التقنيات، مشروعًا استراتيجيًا يلعب دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الوطني.
وقد كان المعمل يبيع يوميًا نحو ألف طن من الإسمنت والكلنكر قبل توقّفه عن العمل في 5 كانون الأول/ديسمبر 2024.
ومع عودته للإنتاج، يتطلع القائمون عليه إلى تعزيز مساهمته في تلبية احتياجات السوق المحلية ودعم جهود إعادة الإعمار في البلاد.
وعلى الرغم من النجاح في استئناف العمل، تبقى هناك تحديات كبيرة تواجه المعمل، أبرزها العقوبات الاقتصادية التي تعيق استيراد قطع الغيار والمواد الخام. ومع ذلك، فإن الجهود المستمرة لتحسين الكفاءة الإنتاجية وخفض التكاليف تشير إلى تصميم الإدارة على تجاوز هذه العقبات وتحقيق الأهداف المرجوة.
وتُمثّل عودة معمل إسمنت حماة للعمل خطوةً مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات في قطاع البناء والتشييد.