أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمنية، أن مسؤولين أميركيين أبلغوا إسرائيل بأن انسحاباً تدريجياً للقوات الأميركية من سوريا سيبدأ خلال الشهرين المقبلين، في تطور اعتبرته تل أبيب “مقلقاً”، وقد يؤدي إلى تغيّرات استراتيجية في شمال وشرق سوريا.
وبحسب المصادر، فإن البنتاغون يعمل منذ فترة طويلة على إعداد خطط منظّمة للانسحاب، وقد بدأ بالفعل بنقلها إلى مرحلة التنفيذ، مع إبلاغ مستمر ومباشر للشركاء الإسرائيليين.
ورغم محاولات إسرائيل ثني واشنطن عن قرارها، إلا أن الجهود الإسرائيلية فشلت حتى الآن، وسط استمرار الضغوط السياسية والعسكرية لتقليل أضرار هذه الخطوة.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، إن الانسحاب المتوقع “لن يكون شاملاً في البداية، لكنه، حتى وإن كان جزئياً، يثير قلقاً حقيقياً”، خاصة في ظل المخاوف من “ازدياد شهية تركيا للسيطرة على مزيد من الأصول والمواقع العسكرية الاستراتيجية”.
وأضاف المصدر أن لقاء ترمب – نتنياهو الأخير، وما حمله من “تعاطف واضح تجاه الرئيس التركي أردوغان”، زاد من توتر الأوساط الأمنية الإسرائيلية، ورفع منسوب التأهّب خشية حدوث فراغ أمني تستفيد منه أنقرة أو إيران.
ينتشر نحو 900 جندي أميركي في سوريا، معظمهم ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرق البلاد، في قواعد رئيسية بمحافظات الحسكة والرقة ودير الزور، إضافة إلى قاعدة التنف الواقعة في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
وجاء هذا الانتشار ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش منذ عام 2015، حيث لعبت واشنطن دوراً أساسياً في دعم “قسد” واحتواء التمدد الإيراني.
ورغم الانخفاض التدريجي في حجم العمليات، أبقت واشنطن على هذا التواجد العسكري كأداة ردع للنفوذ الروسي والإيراني، ووسيلة تأثير في مسار الحل السياسي.
وكان الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب قد أعلن في عام 2019 انسحابًا مفاجئًا من سوريا، قبل أن يتم التراجع عنه جزئياً تحت ضغط البنتاغون وحلفاء واشنطن. ومع تغيّر الإدارة الأميركية، استمرت القوات الأميركية في تنفيذ عمليات أمنية محدودة، أهمها ضد فلول تنظيم داعش وقياداته.