شهدت مدينة الرقة، صباح اليوم، عودة مادة الإسمنت إلى الأسواق المحلية بعد انقطاع دام أكثر من 50 يوماً، ما أدى خلال تلك الفترة إلى شللٍ جزئيٍّ في الحركة العمرانية وتعليق عشرات المشاريع الإنشائية بسبب الغلاء الحاد في الأسعار.
قال مراسل سوريا ٢٤ إن شاحنات محمّلة بالإسمنت بدأت بالوصول إلى المدينة منذ ساعات الصباح الأولى، في خطوة أنهت حالة الانقطاع التي دامت منذ بداية شهر آذار/مارس الماضي، والتي أثرت سلباً على قطاع البناء والتشييد في المنطقة.
وأشار التاجر “حسين النادر”، في حديث خاص لمنصة سوريا 24، إلى أن أغلب كميات الإسمنت التي كانت تدخل إلى أسواق الرقة مصدرها العراق، موضحاً أن توقف الاستيراد خلال الأسابيع الماضية أدى إلى نقص حاد في المادة وارتفاع كبير في أسعارها، مما أدى إلى وصول سعر الطن الواحد إلى أكثر من 200 دولار أمريكي في ذروة الأزمة.
وبحسب “النادر”، فإن سعر الطن تراجع اليوم إلى 135 دولاراً مع بدء دخول الشاحنات إلى الأسواق، لكنه لا يزال أعلى من السعر السابق الذي كان مستقراً عند 110 دولارات للطن قبل انقطاع التوريد، وهو ما يعكس تفاوت الأسعار مقارنة بمناطق نفوذ “الجيش الوطني” شمالي سوريا، وكذلك مناطق سيطرة الحكومة، إذ كانت أسعار الإسمنت أقل.
ويُعزى ارتفاع الأسعار في الرقة إلى عدة عوامل، أبرزها صعوبة التوريد وغياب خطوط إمداد مستقرة، بالإضافة إلى ضعف الرقابة على الأسواق واحتكار بعض التجار للمادة خلال فترة الانقطاع.
هذا وما تزال المخاوف قائمة لدى سكان المدينة من عودة الأزمة في حال تعرقل دخول الشحنات مجدداً، وسط مطالبات من الأهالي بتأمين قنوات استيراد ثابتة وضبط الأسعار لضمان استمرارية النشاط العمراني في المنطقة.
